Main topics

أبريل 28، 2010

مرثية الشهيد علي السويطي

 كان مطارد منذ خمس سنوات، وهو يسعى لأن يعيش مثل باقي البشر، لكن آلة الحرب الصهيونية ظلت تطارده من مكان الى مكان، وهو ظل يبحث عن النجاة .
كان يسمع كثيرا عمّا يسمى بعملية السلام، وعن الامن والهدوء، ولكن الشهيد علي السويطي لم يكن يرَ امن  ولا هدوء ولا سلام، كل ما كان يحس به جنديا اسرائليا يتعقبه بالرصاص والصواريخ .
امتدت المطاردة لخمس سنوات، خلالها كان الشهيد علي يشتاق لزوجاته وابناءه الاربعة عشر، كان يحلم ان تشرق شمس نهار وهو بين اولاده دون خوف من رصاصة قاتلة تتعقبه.
كبر الاولاد، وكبر الامل، وكبرت مسافات البعد بين علي وزوجاته وابناءه، في اخر مرة عندما حاصره  مجموعة من الجنود اشتبك معهم ودافع عن حقه في الحياة، عندما اراد الجنود الاسرائليين سلب هذا الحق، فقاتلهم قتال الشجعان، وقتل منهم اربعة جنود هو ورفاقه، الرفاق سقطوا في الاسر بعد ذلك، اما علي فتمرس في المطاردة اكثر فاكثر.
على خلفية العملية الاخيرة .
 اصر الصهاينة على انتزاع الحياة من هذا الانسان المقاتل، شددوا الخناق عليه، وشددوا الرقابة والمطاردة، واستنفروا قواتهم للانتقام من هذا الفارس الفلسطيني.
  وفي ذات صبح وقبل اشراقة شمس االنهار، كانت قوات الاحتلال تحاصر تلك المنازل في قرية بيت عوا القريبة من مدينة الخليل، عشرات الجنود حاصروا المنزل، وطالبوا من بداخله بالاستسلام، فكان من بداخله الشهيد علي السويطي. رفض الاستسلام  واصر ان يقاتل قتال الفرسان، فانتشق السلاح وقاتل، قصفوه بالصواريخ ومن ثم قامت الجرافات العسكرية بهدم المنزل فوقه .
قبل ان يأتي صبح ذاك النهار كان علي قد سلم روحه للسماء، فاستشهد شهادة الابطال، لم يضعف لم يستسلم، لم يجبن لم يتراجع، كان نموذجا في الصمود الاسطوري الذي تميز به شباب فلسطين المقاومين.
استشهد علي، ومثل الجنود بجثمانه الطاهر، انتقاما من اسدٍ كانت له جولاته .
هو الذي تمكن من الهرب من احد المعتقلات  الاسرائلية عام 1990م، عندما كان معتقلا ومحكوما عليه بالسجن خمس سنوات  .
صفحة مشرقة طويت برحيل هذا الفارس، الذي ترك خلفه اربعة عشر ابنا، كلهم اقسموا ان يحفظوا وصية الدم، عندما دفنوا والدهم في قبره الذي كان قد بناه بيديه قبل سنوات.
على القبر كنت تشاهد ام الشهيد واخته وزوجاته واقاربه، يذرفون دموع الفرح في لحظة الوداع الاخير، على قائد كبير . 

للمزيد من المعلومات :
الصور للشهيد وذووه، أخذت من موقع صوت الأقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق