Main topics

مايو 18، 2010

قراوة بني حسان: أرضٌ تُسرق لشعبٍ يُحرَق

منذ القدم وقرية قراوة بني حسان تعتمد في ريها على مياه عين النوطيف، حيث تسقى منها اغنامها وتروى اشجارها ومحصولها الزراعي، وما زال اهل القرية يعتمدون على هذه العين في سقي اغنامهم حيث يجدر القول ان هناك ما يقارب سبعة عشر الف رأس غنم تسقى من هذه العين ولم تجف بل مياه العين مستمرة في الجريان.
وقد قال اهل القرية عن مياه هذه العين :
"كنا نعتمد على مياه هذه العين في القدم كعلاج، فإذا مرض أحد اهالي القرية، نحضر له من ماء العين فيشفى".
لكن قدم الصهيوني لا تستطيع ان تبقي شيء عذب جميل الى ان تدمره بوحشية، فقد قام مجموعة من المستوطنين القادمين من مستوطنة " حافث مائيل"، غير القانونية عند الحكومة الاسرائيلية نفسها -وما زالت موجودة وتبني في بيوت وتتوسع ولم يمنعها احد-، بنزول جماعات منهم، يتكونون من الاطفال والنساء، ويحميهم الجنود المسلحين، الى العين لمنع الفلاحين والرعاة من العمل داخل ارضهم وإعمارها، بل قاموا بضرب طفل يبلغ من العمر 13 سنة، ومنعه من العودة الى ارضه.
ولم يهدأ بال الصهاينة، حيث قاموا باغلاق مجرى مسار العين لمنع المياه من الخروج، ومنع الفلاحين من استخدامها، واعمارها بأيديهم لتكون في المستقبل القريب ملكا لهم، فحجة هذا الصهيوني ان هذه الارض هي ملك له ولاجداده منذ القدم، ولكن هذه العين ليست ملك لهم وفق التاريخ، فالرومانين قاموا بحفر القنوات فيها، وهذا ما دل عليه شكل العين وكيفية بناءها.

هناك دائما مواطن فلسطيني يحفظ ارضه ويعرفها شبرا شبرا، وخاصة المرأة التي تزرع وتحصد وترعى الاغنام، فقد وقفت المراة في البداية، لتمنع المحتل من اغتصاب ارضها ورزقها، فكانت البداية من قبل مديرة جمعية" نساء من أجل الحياة" -فاطمة عاصي-، التي ايقظت اهالي القرية قبل فوات الاوان، فامدتهم بدعم من قبل المتطوعين الذين جاءوا من مؤسسات اخرى مثل: الحملة الشعبية، وجمعية الكتاب المقدس، بدعم من رئيس بلدية القرية.
ودعي الى العين رئيس الوزراء سلام فياض، فزرع اشجار اللوز والزيتون مع نساء ورجال القرية.
لن يهدأ بال الصهيوني ، وسوف يبقى يبحث عن ارض عذراء ليغتصبها، تحت شعاره المزيف " ارض بلا شعب، لشعب بلا ارض"، وسيبقى في هذه البلد امثال صلاح الدين، ولن يياس الفلاح الفلسطيني ولن يهدأ له بال، بل سيبقى يحفر ويزرع، ويسقي ارضه بدمه، لتكبر ويكبر، ويورثها لحفيده، فيدفن فيها، ويوضع قبره شاهدا على وجوده .  
للمزيد من المعلومات :

الصورة الاولى المجور الذي تصب فيه المياه من عين النوطيف/ ميسا عاصي
الصورة الثانية مجموعة من المتطوعين يعملون على اصلاح ما خربه المستوطنين/ ميسا عاصي
الصورة الثالثة واحدة من الابار التي تملأها العين/ ميسا عاصي

هناك تعليقان (2):

  1. اتقدم بالتحيه لحركة التوعيه لنساء جمعيه "نساء من أجل الحياة" واخص بالذكر خالتو فاطمة عاصي, التي لطالما وقفت ضد الافكار اللامنطقيه التي تحصل داخل البلده .

    اما بالنسبه لقرية قراوة بني حسان وعين الماء عين النوطيف , ففعلا زميلتي ميسا انا لا اعرف الكثير عنها , والمعلومات كانت اثراء لي كقارئه , ودعيني اقول بان الاحتلال الصهيوني لا يترك لنا شيء يسّر لنا البال , لانه يسعى دائما الى طمس خيراتنا بالدرجه الاولى وتراثنا واي شيء يدل على وجودنا ككنعانيين ورومانيين على ارض فلسطين .

    دمتي لنا ميسا

    ردحذف
  2. شكرا لك صديقة وعد ودائما يوجد في فلسطين ما لم نكتشفه نحن بعد.

    ردحذف