Main topics

يوليو 03، 2010

على ضفاف نهر الأردن .. هنا تبدأ الرحلة

الساعة الثانية بعد منتصف الليل، انطلقت بالسيارة من بيت لحم نحو مدينة أريحا في رحلتي نحو الأردن، لم استطع النوم في تلك الليلة. كنت أأمل أن أتمكن من الوصول إلى الاستراحة في أسرع وقت ممكن لكي آخذ مكاني بين الجموع المسافرة.
و مع بزوغ شمس الصباح كان علينا النزول من السيارات وركوب الحافلات
.. طفلة تبكي، وأخرى تتذمر من الجوع والكثير منا أرهقه التعب والاستيقاظ المبكر والبرد القارس .

تفتيش وانتظار..
وبعد مرور ساعة تمكنا من النزول من الحافلة والدخول إلى صالة استقبال المسافرين. بدأنا بالتفتيش الأمني بواسطة الكمبيوتر حيث طلب منا نزع أحذيتنا ومعاطفنا والاكسسورات وكل ما يحتوي على معادن لكي نتمكن من عبور الجهاز. إلا أنني تفاجأت بأنه تم احتجاز جواز سفري من قبل جندية إسرائيلية طلبت مني الانتظار جانبا ليتم تفتيشي بشكل أدق لاحقا .
جلست على كرسي الانتظار نصف ساعة أو أقل بقليل ثم قامت جنديتان باستدعائي إلى غرفة التفتيش الشخصي الخاصة. طلبت مني إحداهن أن أنزع حذائي، معطفي، وحتى حجابي للتمكن من تفتيشي. سألتني : "هل تحملين أسلحة ؟" أجبتها بالنفي .. ثم بدأت احد الجنديات بتفتيشي وهي تتحدث إلى زميلتها الأخرى. لم استطع فهم ما تقوله لأنها كانت تتحدث العبرية إلا أنني شعرت وكأنها كانت تقوم بشرح أساليب التفتيش الشخصي للمجندة الثانية. لا اعلم أحسست ذلك من طريقة كلامها، حركات يدها و تعابير وجهها وطريقة استماع الأخرى إليها. شعرت بالغيظ لأنه تم تأخيري وإيقافي بدون أي سبب ومع ذلك تملكني شعور غريب بالضحك إذ انه ولسوء حظي قد وقع علي اختيار الجنديات لأكون مثلا حيا للتدريب على أساليب التفتيش الشخصي. لم أتردد وسألتها بالانجليزية :" هل كنت تشرحين لها كيف يتم تفتيش المسافرين؟؟ ".. تبسمت وغادرت الغرفة، لم استطع حينها إلا أن انفجر بضحكة أنستني كل متاعبي في تلك اللحظة.

ثم توجهت إلى شباك التصاريح حيث كانت طوابير المسافرين تملأ الصالات. التحقت بأحد هذه الصفوف وكان هناك جنديا يجلس خلف الشباك يقوم بمطابقة التصاريح والأوراق الثبوتية للمسافرين. عندما اقترب دوري من الوصول إلى الشباك غادر الجندي مكانه. لا اعلم لماذا، ربما شعر بالإزعاج من ضجيج المسافرين المحتشدين أو لمجرد انه شعر بالتعب والإرهاق وأراد أن يأخذ قسطا من الراحة ليتمكن من متابعة عمله، عاد منه بعد 15 دقيقة. ومن ثم صعدت إلى الحافلة وعبرت الحدود الطبيعية بين الأردن وفلسطين والمتمثلة في نهر الأردن .

ما بعد النهر..
عندما انتهيت من ذلك بدأت عملية البحث عن حقائبي .. فأخذت أجول المكان كي أتمكن من إيجاد حقائبي بين أكوام أمتعة المسافرين المتراكمة بعضها فوق بعض. وقد ابتسم لي الحظ في نهاية هذه الرحلة ووجدت حقيبتي بسرعة لأنه وفي بعض الأحيان قد يصل المسافرون إلى نقطة النهاية وحقائبهم لازالت في التفتيش. ثم تمكنت بعدها من الذهاب إلى السيارات التي أقلتني إلى عمان في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر .

الآن ومنذ قدوم السلطة الفلسطينية أصبح جسر اللنبي نظرياً تحت سيطرة الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية، ورغم ذلك ظل الإسرائيليون متواجدين أمام شاشات الكمبيوتر، يراقبون المسافرين ويدققون في تاريخهم الأمني، يمنعون البعض من الدخول ويحتجزون من يشك بأمرهم، فيما على الجانب الأردني من الجسر ظلت صورة تمثال لجندي مجهول يوجه بندقيته غرباً كرمز ليوم سيتم فيه تحرير الضفة الغربية .

الصور من جوجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق