Main topics

يوليو 06، 2010

عرض للزواج في خمس دقائق

صورة لعروس/ by philtr -flickr
خمس دقائق فقط هي التي جلستها على هذا الكرسي ولكني شعرت بانها خمسون عاماً، كالطفلة الصغيرة متسمرة لا اعرف ماذا اقول او افعل، أمام عيون ٍ تتفحص كل تفاصيلي، جسدي ،شعري، عيوني، ضحكتي، حتى انه لم يبقى سوى ان تقول لي امه "خدي حبة الجوز اكسريلي ياها لانو سناني خربانة "، مثلما كانت تفعل جداتنا حتى تفحص اسنان عروس المستقبل. رجل لم أره من قبل ولا اعرفه جاء الى بيتنا ليطلب يدي من أهلي.

ربطة عنق تلمع
يجلس على الكنبة المقابلة لي، تجلس بجانبه والدته واخواته الاثنتين ووالده. ينظرون الي جيداً حتى يتأكدوا انني كما يرغب ويريد ،يرتدي بدلة سوداء وربطة عنق سوداء متداخلة باللون الرمادي تذكرني بربطة عنق جدي. بينما أرتدي أنا ملابس عادية، بنطال جينز وقميص كما ارتدي كل يوم، ربطت شعري ولم أضع أي مساحيق تجميل، تقابلت نظراتنا مرة واحدة فقط .
اتمنى شيئا واحدا، وهو ان ينتهي هذا اللقاء بسرعة لشدة خجلي من نفسي ومن الموقف الذي أنا فيه، فلم اتخيل في يوم من الأيام أن أكون هنا جالسة اعرض نفسي للزواج. فقط يريد زوجة، وانا هي سعيدة الحظ التي وقع عليها الاختيار، يا للسخرية انا الفتاة المتعلمة المثقفة الجميلة التي تعمل وتسافر وتعيش في اسرة منفتحة، اقبل بأن أتزوج بهذه الطريقة البدائية ونحن في القرن الحادي والعشرين!

أفكر وأفكر وانا جالسة امامه ما الذي يجعلني اقبل بهذا الوضع، هل هي العادات والتقاليد في مجتمعنا المحافظ الذي يعتبر حب الفتاة للشاب محرم؟ أم لأن عمري أصبح ستة وعشرون عاما وسيفوتني قطار الزواج كما يقول الكثيرين هنا ؟

تقول لي أمي "تعرفي اليه ربما ستعجبين به او ستحبيه"، هي التي تعرفني وتعرف ان الحب لا يأتي هكذا، فقد زوجوها اهلها من شخص لم تختره ولم تحبه، وتزوجت ابي عن حب بعد موت زوجها الاول. لا أنكر أن الزواج التقليدي ينجح في بعض الاحيان ولكن ليس دائما.

الكثير من الافكار مرت براسي خلال الخمس دقائق التي لم تنتهِ من حديثهم عما يملكون وما هي ميزاته " رياضي، يعمل في اميركا، لديه منزل" كأنها صفقة تجارية يروجون لها، دون الاهتمام بمعرفة من انا وماذا احب او اكره، ولم أشعر بالراحة الا عندما وقف هو واهله واستأذنو للمغادرة. وبسلام يدل عن رضا من قبلهم تركوا منزلنا، بنظرات اعجاب وقبول.

اصطحبهم ابي الى الخارج وذهبوا، وعندما عاد  اخبرته  " ابي لن اتزوج بهذه الطريقة، ولا اريد ان يحدث هذا المشهد مرة اخرى " فأجابني "لا مشكلة فهذا اختيارك وانا اثق بقراراتك".

هذه الليلة متأكدة من شيء واحد وهوانني لست بفتاة صغيرة لا تعرف شيئاً عن الحياة، فأنا ابحث عن رجل اكمل معه بقية حياتي ولن تكون هذه الطريقة التي ساقابله بها ابدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق