Main topics

نوفمبر 20، 2010

لمـــــــــاذا أنا ؟!!


نقل حي :
جلست وهي تحاول ان تخفي دموعها خلف أنينها محاولة ان توصل لنا رسالتها حيث قالت :
ما زلت أبحث عن ما يجول في خاطري من احداث تعصف ذهني تارة وتقبض على قلبي تارة اخرى .

اتذكر اشباه جسده وعيناه البراقتان وصوته الدافيء، اتذكره عندما صادفني لأول مره وشاءت الصدف ان نجتمع صدفه بإحدى المحادثات على برنامج المسنجر حيث انه تكلم عن بساطتي في التعامل وعن سر عيناي أثناء حديثي معه، لم أكترث لعمق كلماته ولكن
فيما بعد  انتابني شعور بالدفء أثناء تعاملي معه خلال المرات التي كنت التقي به اثناء اعداده لمشروعه الذي سوف يكون صيحه او نهضه جديده لم نعهدها من قبل  داخل القطاع الشبابي، حيث ان شغفه افحمني من خلال قراءتي لسيرته الذاتيه في احدى الجرائد المحلية اثناء عقد لقاء صحفي معه .

من هنا بدأت حكايتي مع صديقي الذي يكبرني من العمر ما يكفي لأثق بتجاربه ..

توالت الصدف لأجتمع معه خلال اجتماعات لتنفيذ مشروعه المنتظر , كنت احسن الاصغاء له عندما يتكلم لأتلمس ما عنده من وجهات نظر تقنعني به أكثر , ولأقتنع اكثر في مشروعه وامسك زمام عزمي لأساعده وأن اقف بجانبه ولو بالقليل , فهو جذاب وبسيط وحساس ويتكلم عن مكنونه بكل جرأه ولأني لم اكن اعلم انني ادخل في متاهات بالغنى عنها لتوصلني الى زاوية دائريه فيما بعد كلما بحثت عن حدتها لا أرى الا التقوسات المحدّبه فيها .

فهو كأي شخص عادي يمكن أن تعجب بتفكيرة المتوازن وكأي شخص ذو مرحلة من العمر الجميله ولا يكون لك اي نوع من انواع العلاقات سوى المعرفه " من بعيد لبعيد ".

على الرغم من سذاجتي وعفويتي بالتعامل معه الا انه كان يبادلني الاعجاب على الرغم ايضا من بساطة مكانتي الاكاديمية من مستواه الفكري والاجتماعي , صارحني بإعجابه بي وكان حريص كل الحرص من علاقاتي مع زملائي وزميلاتي وأصدقائي المقربين , كان يبحث عن ما يجعلني اقع في التشتت والتناقض الشاذ والتهرب من الاعتراف بمشاعري لأن التناقضات بعلاقاتي كما كان يقول لي تربكني ولا تجعلني اقع في الاستقرار العاطفي وانه بقدر ما نحبُ نُحبُّ.

توالت الايام واقترب موعد عرض مشروعه وكان قد أعد لي مفاجأه لم اكن على علم بها , وكان حضوري غير المتوقع آن ذاك تماما  كدواء تخفيف التوتر الذي كان يخفيه خلف لباسه الرسمي الرتيب , كان احد زملائي يطعنني بالحديث عنه انه :" فلان معجب بك لا تعلمين كم يهمه مجيئك وكم يهمه الحديث عنك والوقوف الي جانبك , فأنت تحظين بأناس يحبونك ولا تعلمين "
كلمات التحذير ما زالت تعصفني  كلما ادرت شريط ذكرياتي الى الوراء وكأنه يقول لي :" من يحتاج الى النار يلتقطها بيده ", الا انه لم يكن نارا ولم يكن ماءا هو كان عاشقا عشق نظرتي وعفويتي , على الرغم من كل رتابته التي تظهر الى الجميع الا انني ادركت بأن كلام زميلي كان على حق .

فانا ماذا افعل بالرجل . ما الذي اقترفته ليتعلق بي هكذا ؟ ربما لاني اتصرف بطبيعتي من دون تملك او تفاني ؟ هل ذنب انني اتخدته صديق وقريب ؟ أو هل الذنب انني ايضا تصرفت بسذاجة اكثر ليجعله يغرم بي على اختلاف السن والمعوقات الاجتماعيه التي تقف بيننا والآف الفروقات التي تعيق حتى التفكير عند مجرد التفكير اننا لو فكرنا بمدى العلاقه كيف وماذا سيحل بنا ؟

" ولكن شغفي كفتاه بحب اكتشاف كيفية تعاملي مع الاشخاص دفعني بان اكمل "

تعلقت به اكثر حيث انني على الرغم من اجتهادي في فروضي وعدم امتلاكي وقت للراحة الا انه كان يطلب رؤيتي وكل ما سنحت لي الفرصه كنت أذهب اليه ببراءة فهو كان يحترمني ويحترم تفكيري وحدودي بالتعامل معه , كان يسمعني الى ان انهي حديثي وأفصح عن كل ما يجول في خاطري من افكار سيئة وجيدة وبالية. كان جدير بان اجعله بمقام الصديق الفريد من نوعه الذي يعشق ولا يتكلم وينصح ولا يطلب مقابل وينهار ولا يظهر ذلك , كان يحدثني عن اهمية قربي بجانبه وعن تحسسي وتناغمي مع مشاعره، فكلانا نملك الفائض من المشاعر التي تبحث عن الاستقرار فكانت جلساتنا تحاكي المثل الشعبي الذي يقول :" أحب شيء الى الانسان ما منع "
على الرغم من ادراكي بانه يحبني الا انني لم أكن ابادله نفس المشاعر لأني توجت له وسام الصداقة , ولان فرق السن كان يمنعني التفكير به من أي منطلق آخر  ,وبالرغم من ذلك الا انني عندما كنت أتحدث اليه  كانت الانغام تخاطب افكاري , تأتيني مباغته من غير درايه  لتقول له :" لا تعاملني هيك لا تعلقني فيك تخبيني بعنيك أصحى وما ألاقيك ".

" صدمه "

ولكن بالنهاية عندما تناقضت العلاقه بيني وبينه أكثر , ما كان لي ان اقع بين يديه كدمية عندما تقرب من جسدي ذاك اليوم , فهو على غير دراية حاول ان يضمني ويشعر بدفيء كلامي , ولكني في  ذاك الموقف  ما كان لي الا ان انهار من البكاء بين يديه وانعته بالفاظ جارحة وغير مألوفة , وكلام المعاتبه " نحن اصدقاء فقط , شكليات الصداقه تختلف عن مجتمعنا الشرقي والغربي , انت صديق صديق صديـــــــــــــــــــــــــــــق , لا تفعل هذا ارجوك , اتيت اليك خائفة ممن هم حولي لماذا تفعل بي مثلهم , لماذا انا  ..لمـــــــــاذا , ربما الاصدقاء يعانقون بعضهم الا انني اخاف من العناق , اخاف من نفسي على نفسي فبالعناق انا ضعيفه "...بعد محاولات ارضاءه لي , والتخفيف من صدمتي به وتصرفه غير الصحيح معي , ذهبت من عنده  على غير درايه فكل الذي اتذكره انه  قد اوصلني الى الطرق الرئيسي , فمنذ تلك اللحظة واضطراباتي جعلتني ادخل في غيبوبة الصدمة " فلذة حبه , كلذة الصيادين في المطاردة ".. يا ويلـــي من تلك  اللحظة ويا ويلنا كبشر فحقّ الاحنف بن قيس عندما قال ": لا خير في لذة تعقب ندما ".

فذاك اليوم لم يتركني فقط , فهو حاول الاتصال بي عدة مرات ليقول لي :" سامحيني وان كنت ازعجك سوف انسحب من حياتك , وتاكدي انني لم احصل على شيء منك فانت قويه ولم تضعفي , سامحيني "
 كنت حينها مشغوله بتحضيري لمناسبة شخصيه , بعد اعقاب ذاك اليوم المتداخل جلست مع نفسي وكلي خوف وزعزه بثقتي بنفسي , استرجع ما حدث لي , بدات اصنع له المبررات بداخلي الذي يتصارع ليقول "كفى كفى يا لك من ساذجه فانت كنت ضحيه" , لأعود من جديد اصنع له المبررات فهو لم يكن في وعيه , فهو لم يشعر بفرق السن بيننا , بدات اتأمل كلماته لي :" أخاف عليك من الأشخاص الذي توجد في قلوبهم مرض " , فكلماته ونصحه لي كانت على عكس تصرفة الشنيع اتجاهي , ولكن في النهايه لم تكن حاجتي اليه تمنعني بأن أسامحه على ما فعله اتجاهي , ولكن لانني لطالما آمنت بمقولة (لارو شفوكو ) :" نحن نغفر ما دمنا نحب ُّ".

فحقا بعد مسامحتي له لم يكن لي سوى الصديق الودود الذي  يخفي حبه خلف بريق دمعاته المتلاشية في عينيه أثناء وداعي له في لحظة خاطفة كنت فيها على عجلة من امري .
صديقي : مع تحفظي بأعذب كلامك لي كي لا يظنون بك ظن السوء , وتحفظي بالكثير من المواقف التي يجب ان تبقى في ذاكرتنا فقط , رسالتي لك هي :  لماذا انا ؟ لماذا لم تصادقني كما صادقتك ؟ لماذا أصنع لك المبررات ؟ لماذا اوقعتني كامثال هذه المواقف ,لماذا عندما رأيت بك ما يستحق ان أعطية معاني الصداقه أحببتني ؟ لماذا لم تستوعب انني احببتك كصديق وسامحتك لانك صديقي لان الاصدقاء يقترفون الاخطاء مع بعضهم البعض ؟ ألا تتذكر كم كنت اتشوق للحظة غرام لكي احدثك عن من احب ؟ صديقي كيف لي أن آتي وأفصح لك عن حبي لشخص غيرك ؟ فانت سوف تمسك زمامك وتبتعد عني كي لا تكون موقف محرج بحياتي ؟
صديقي انا أتوقع تصرفاتك لانك صديقي وأفهمك , ولكن كلما زاد حبي تضاعف خوفي من الاساءة الى من احب , فانا لا أملك الجرأه لأقول لك بأني اشتقت لنصحك لي , واخاف عليك بأن اقول لك عن اعجابي بالاخرين , ولا أملك بان اقول للفتيات لا تثقن ولا تسامحن بمن يدنون من اجسادكن حتى لو كانوا اصدقاء ؟ هذا لانك اقترفت خطأ اتجاهي وانا سامحتك والجميع سوف ينظر لي نظرة االفتاة المتعبه التي تبحث عن امان حتى لو كانت في وكر من الثعابين , فمن بعد أذنك دعني اوصل رسالتي لكل الفتيات !!

 :" نحن فريسة في هذه الدنيا فإن لم نستطع ان نتوب فأننا لن نستطيع ان نسامح , فلنتعود ان نتقن فن العيش مع نفسنا حتى لا نعرف البؤس , وان عليكن الحذر من  التصرف مع الاخرين على "طبيعتنا العاديه" من دون تملك او افتراء لأن االنهاية سوف تكون مؤلمه عليكن وعلى غيركن ".


على الرغم من ترددي , ولكن الآن استطيع ان اخرج انفاسي لاني قد أفصحت عن كلام كان قد تكدس وآن أوانه بأن يخرج بتحفظ .





 المزيد من المعلومات :
الاحنف بن قيس  
*

(لارو شفوكو )

 الصور :
*التقطت الصور بواسطة وعد القاسم .





هناك تعليق واحد: