Main topics

أكتوبر 10، 2011

صنّاع الحياة على أرض الحياة " ابو جيفارا"


"ابو جيفارا" بسام بدران/وعد القاسم


تحت شعارات التنقيص والتحجيم التي يتبعها الشعب نفسه على نفسه ....فكثيرا ما نعتاد وجود أشخاص بيننا من دون ان نفكر كثيرا بالقصص التي يحملونها وراء ابتساماتهم ولا بحقيقة من هم ....في المكتب أو الشارع أو البناية يقدمون خدمات تبدو بسيطه في ظاهرها لكن غيابها سيؤثر كثيرا على عملنا ...فما بالكم بالذي يحتفظ بالتراث , وينتقيه ويدفع ملايين الدولارات والجنيهات , ويبحث عنها ويجمعها من هنا وهناك.

 " ابو جيفارا" هو واحد من هؤلاء الاشخاص بالنسبة للمتخصصين في مجال الازياء , الذي بدأ بجمع التراث الفلسطيني منذ عام 1972, حيث ان ولادته في عام النكبه , ارتسمت على مثابرته الجمّه بان يكرّس روحه الفدائية باختيار سلاح من نوع آخر, ألا وهو الحفاظ على كل مقتنيات التراث الفلسطيني من الجنية الفلسطيني حتى المكنسة المصنوعه من زعانف الشجر .
عملة الفلس الفلسطينيه - زمن الكنعانيين/وعد القاسم 


كرسي مصنوع من شجر الزيتون الرومي الذي تم اقتلاعه لبناء جدار الفصل العنصري/وعد القاسم


مكانس من عام 1935


عملة الجنيه الفلسطيني زمن حكم الدولة العثمانيه/وعد القاسم 

" إنّ لحب التراب عنوان " ..هكذا كان وما زال  يردد عندما يبدأ باستقبال الوفود القادمه الي بيته التي حولّه الى متحف مزدحم بالمقتنيات الثمينه , حيث أن حفاوة الاستقبال الجيّد والهمم العاليه التي يمتلكها في شرح القصص المتعلقه بكل اداة وبكل منحوته ,التي توجد داخل المكان المزدحم ,تبعث على نفس المستمع حاجة بان يسمع المزيد من ابو جيفارا دون توقف فهالات الصمت ترتسم وصدى صوت ابو جيفارا وحده هو الذي يصدح بالمكان , وبعد ان ينهي كلامه يقول :" لكـــــــل قطعه هنا قصه , تبدأ من  لحظة عثوري عليها ومناوشاتي للحصول عليها واصطحابها معي لوضعها هنا".

 إن لأنين الارض حفاوة ترسم لنا بسمه ...نعم , فحين نجد شخص يحمل بين طيّات حديثة لهفة من نوع اخر ممزوجه بالحنين , تبعث لخلجات القلب دفء من نوع آخر , حيث انه لا يحتاج الى مدونون ليدونوا حكايته , بل يترك العمل لذاكرته , فأبو جيفارا يدخل نفحة ثورية الى صدر الناظر بكل مقتنيات المتحف , ويساهم بشكل غير مباشر في فهمنا لمحيطنا وفي تحسين نوعية الثقافه الفلسطينيه المحميّة في بيت ابو جيفارا من الضياع .

اذاً، هناك شخوص لا بدّ ان نقف لذكرهم عندما تستدعي الحاجه للكلام , فحين ان بعض من فئات شعبنا الفلسطيني تتبع اساليب التصغير والتحجيم , في كثير من الأمور وتطفي دائما بالشكر والتبجيـــل للوفود الاجنبيه التي تأتي من دولــها من اجل المثابره في جمع المعلومات عن الشخوص الفلسطينيه التي تحمل بين يديها رسالة واعيه من اجل وطنها , الا اننا نفتقد الى الشكر والتبجيل والحفاوه للشخوص الذين يكتب بهم التقارير الصحفيه , فلا بدّ أن نعترف بالتقصير , ولا بدّ أيضا بالتنويه لان الأشخاص الذين يقومون بالعمل الثوري على اشكاله المختلفه لا ينتظرون التقدير من احد, بل ينشدون السماح لهم باستمرارية العطاء , وتسهيل الطرق والسبل أمامهم .
فحينـــما يرتســــم الدفء بحب الوطن ....تتكسر حوله هالات الحواجز الفكرية والسياسية ...لتدفع بكل قواها الروحية بالتقدم الى الامام , والحفاظ على المكنون المعنوي عبر الزمان .


                                                  مقابلة مع راعي وحافظ التراث , بسام بدران , ابو جيفارا


أتركــــــــــــم مع الصور 

مجوهرات الفتاة الفلسطينيه منذ أكثر من 70 سنه .

جرس القطار الذي كان يمر من السكة الحديدية داخل مدن الشمال من فلسطين /وعد القاسم


أول تلفزيون كان في مدينة طولكرم /وعد القاسم 

هناك 7 تعليقات:

  1. أقدر ما كتبتيه بصياغه دقيقة تستحق الشكر..

    ولكن هل التراث الذي جمعه سيدخله الجنة ؟؟

    ردحذف
  2. تقرير حلو كتيررر وأسلوبك جدا ممتع وجميل تحياتي لك يا وعد

    ردحذف
  3. تقرير رائع.. بسام بدران إنسان مبدع وأصيل

    ردحذف
  4. شكرا على المرور يا محمد ...
    ولكن سؤالك مقتصر على علم الغيب ...ولكن أتمنى له ان يحضى بنعيم رب العباد ...

    ردحذف
  5. تسلم يا المجهول ...أتمنى أن يدرج اسمك بالتعليقات القادمه لكي أثني عليك الشكر بالخصوصيه :) ...

    انت\انتِ الأحلى

    ردحذف
  6. استاذ جمال ..بسام بدران فعلا يستحق التقدير ...واتمنى من الله بان يديم عليه الصحه ليكون محافظا على هذا الكنز الفلسطيني المشترك
    وشكرا على المرور

    ردحذف
  7. لا اعتقد انه جمع كل هذا التراث من اجل فقط الحصول على ثروة بلا لابد ان يكون شيء اسمى من ذلك ..ونحن في امس الحاجة في هذه الايام الى احد يجمع تراثنا الذي سرق منا ونحن صامتون ..

    ردحذف