Main topics

نوفمبر 27، 2011

قنّاص العيون في ذمّـــة الداخلية

 Mosa'aberising /Flickr متظاهرون يغطون عيونهم تضامناً مع الشبان الذين فقدوا عيونهم في المظاهرات بمصر 
ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها مقطع فيديو منشور على موقع يوتيوب جدلاً حول حادثة من ميدان التحرير بمصر، لكنها المرة الأولى التي يُزمع فيها استخدام المقطع كدليل للمحاكمة. ووفقاً لوزارة الداخلية فإن محمود شناوي هو قناص تلقّى تدريباً عالياً لديها، وتوجّه اليه تهم قنص أعين متظاهرين بالتحرير. لم ترصد أعين كاميرات الثوار شناوي، بل صوّرته كاميرا أحد زملائه الذين كانوا يهتفون "جدع يا باشا ..جت في عينو" عندما كان _حسبما يُعتقد_ يقنص العين المتبقية لأحمد حرارة الذي فقد عينه الأولى في فبراير الماضي.

انتشر في نفس الفترة مقطع فيديو لأفراد من البلطجية يتواجدون في قلب تجمّع للشرطة بالميدان ويحملون قنابل مولتوف لاستخدامها فور اندلاع مواجهات مع الثوار، ومن المعروف أن الشرطة تتهم الثوار دوماً بالقاء قنابل المولتوف عليها، المُخْتلف أنّ الناشر الأول للمقطع قال أن مصوّره من أفراد الشرطة وقد سلّمه الفيديو لنشره لأنه لايريد التورّط في مشاكل، لكن المصوّر كان يضحك و يمازح حاملي المولتوف وبدا مستمتعاً بالحدث تماماً كمصوّر قنّاص العيون.!



وإذا استرجعنا قصة المجندة الإسرائيلية  التي نَشرت عبر فيسبوك في عام 2010  والتي تظهر صوراً لها مع معتقلين فلسطينيين معصوبي الأعين ومُكبَّلي الأيدي للمتعة والسخرية، أو قصة الجنود الأميركيين الذين ظهروا في صور يُعَذِّبون معتقلين عراقيين بسجن أبو غريب، فإن مسألة تصوير تجاوزات شرطة أو جيش بحق مدنيين ليس أمراً جديداً ولكن ان يأتي مصوِّر قناص العيون والمولتوف وهؤلاء الجنود في خانة واحدة هو ما يعتبر جديداً.

والسؤال : ما الذي يدفع أفراد خلال خدمتهم إلى تصوير تجاوزاتهم بأيديهم علماً بأن هذه المقاطع المصوّرة قد تستخدم ضدّهم كما حصل في حالتي المجندة الاسرائيلية وأبو غريب؟
الجزيرة نت ترجم للكاتب البريطاني روبرت فيسك مقالاً من صحيفة إندبندنت بعنوان "لماذا يصور المعذبون جرائمهم؟" ولكن المقال  لم يحمل أية إجابات.
"SCAF can take Ahmed Harara's eyes but they'll NEVER take his SPIRIT"
كارلوس لطّوف\23.11.2011
صحيح أنه تم ضبط شناوي والتحفّظ عليه في مكان مجهول كما تقول الداخلية، لكنها لم تعلّق على التهم الموجهة اليه، كما لا يُضمن أن يُعاقب عقوبةً تشفي صدور ثوّارٍغاضِبين، ونعلم ألّا عقوبةً تُعيد عيون المتظاهرين الذين فقدوها، كما لا تُتّخَذ مواقف حقيقية لحماية عيون آخرين أو أطرافهم أو رؤوسهم وحتى أرواحهم، فالفضاء الالكتروني مُثقَلٌ بمقاطع لتجاوزات لم يعاقب عليها مرتكبوها من شرطة ورجال أمن بل وكذّبها في كثير من المرات المسؤولون عنهم في لقاءات عبر القنوات الاخبارية وهي تُعرَض مباشرةً أمامنا وأمامهم!

لا نعلم ما تحمله الأيام القادمة بخصوص قضية قناص العيون لكنّ اذا ما مرّت جريمته الموثّقة بالصوت والصورة فهي بالتأكيد ستشجّع على ارتكاب أفعال من قبل الأمن وتصويرها مستمتعين بها، ويمكن أن نرى مستقبلاً أجزاء أخرى لأفلام من بطولة أفراد أمن تحوي فنوناً أحدث في ايذاء أو تعذيب مدنيين.


لمزيد من المعلومات :

Mosa'aberising /Flickr متظاهرون يغطون عيونهم تضامناً مع الشبان الذين فقدوا عيونهم في المظاهرات
*  كارلوس لطّوف\23.11.2011  "SCAF can take Ahmed Harara's eyes but they'll NEVER take his SPIRIT" 
* مقطع فيديو عن أفراد الشرطة الذين استخدمو مولوتوف ضد المتظاهرين
"جدع يا باشا ..جت في عينو"
"لماذا يصور المعذبون جرائمهم؟"

هناك تعليقان (2):

  1. القضية لا تتجاوز بنظري تذوق القوة ومتعة امتلاكها عند الافراد المرضى مثل هذا الشرطي تريه يفخر بانجازه وتلك المجندة في سجن ابو غريب كذلك وناك ايضا حب الظهور حتى لو بالباطل كما شاهدنا في سوريا يدوسون على وجه المتظاهر ثم يوجه الكاميرا تجاه وجهه ويقول مرحبا ويضحك!!

    ردحذف
  2. صحيح يا عمر الرابط بين الحالات الثلاث التي ذكرتها _على اختلاف ثقافاتها_ يربطهاالرغبة في تذوق متعة امتلاك القوة والسيطرة، ومثال سوريا الذي ذكرته انت مثال قويّ! اوافقك الرأي
    شكراً لتعليقك :)

    ردحذف