حتى انتظارنا مذلّة .. !

استيقظت أم الأسير صباح يوم أمس بفرحة لا يسعها إخفاؤها، لبست ثوبها الفلسطيني المُطرَز وخرجت للقاء ابنها الذي غاب عنها من العمر ما يكفي أن تشتاق لضمه الى صدرها، ولتفرح فيه كل نساء الارض معها .

تجمع اهالي الاسرى صباح يوم الاحد امام سجن عوفر، فقد كان من المتوقع ان يخرج الاسرى من السجن عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، لكن وكالعادة لا يلتزم العدو بموعد فقد أجلّوا هذه الفرحة الى ما بعد نهاية اليوم، مما أثار غضب الأهالي، وحاول بعضهم أن يقترب من البوابة، لكن جيش الاحتلال تصدى لهم بقنابل الغاز والصوت والرصاص المطاط، ولم يهمهم احد فقد القى قنابل الغاز بشكل متعمد وواضح على الصحافة الموجودة في المكان، فأصيب عدداً كبيراً من أهالي الأسرى والصحفيين بحالات اختناق، وبعضهم اصيب بالرصاص المطاط .

لم يفهم أهالي الاسرى سبب هذا التاخير، فبكت نساء وثار شباب، وبرد الاطفال، حيث استمر الانتظار الى ساعات متاخرة، فلم يتم اطلاق سراحهم الا عند منتصف الليل، ولم يلتزم بالاتفاق فقد تم اخراجهم من منطقة أخرى.

 

لا يمكن للفرحة ان تكتمل لهذا الشعب، كل شيء في هذه الصفقة كان ماكراً، حتى الأسير الذي خرج من السجن لم تكن في عيونه شرارة الحرية والفرحة المتوقعة، وعندما سألنا الاسير عن السبب، قال :" كيف افرح وانا لم يتبقَ لي الا بضعة أشهر واخرج لألقى حريتي، وغيري محكوم بالمؤبد الذي سيحرمه حريته طوال حياته، في عيونهم عندما ودعناهم، ودعنا حسرة ودموع تحاول ان لا تُذرف" .

شعب ابى الذل، لكن الذل ما زال يلاحقة أينما ذهب في الفرحة والنكسة، حتى في الانتظار.

للمزيد من المعلومات :.
*  سجن عوفر

* الصور من موقع 

International communities against Israel (2)