Main topics

فبراير 05، 2012

رولا اشتية، عندما ترتاد المرأة الفلسطينية القيادة

رولا اشتية المدير التنفيذي لمؤسسة راصد في الضفة/ إكرام أبوعيشة

اعتادت المرأة الفلسطينية على إثبات وجودها في كل الميادين، وقد كان لها بصمة مميزة على مر السنوات الماضية في رحلة نضال الشعب الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي، فهي لم تستسلم إلى دور المرأة التقليدي في المجتمع وإنما خرجت من هذا الإطار ليكون لها وجود على مقاعد الدراسة وفي صفوف الموظفين والعاملين، بل تعدت كل ذلك ليكون لها حضور أيضا في الساحة السياسية، وإن كانت هي الأم المثالية وربة المنزل الناجحة، فهي أيضا الموظفة الذكية، والسياسية المحنكة.
رولا خالد اشتية من مواليد عام 1974، وهي متزوجة وأم لطفلين، حاصلة على شهادة بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، وكذلك على شهادة بكالوريوس في الصيدلة، كما تحمل درجة الماجستير في إدارة الموارد البشرية وتسعى الآن للحصول على شهادة الدكتوراة في مجال القانون الدولي أو العلاقات الدولية، وهي واحدة من القيادات النسوية الناجحة في الضفة الغربية بفلسطين، وتعتبر مثالا على نجاح المرأة الفلسطينية في ميادين الحياة على اختلافها وتنوعها.

معركة ذاتية
رولا اشتية أثناء إجراء المقابلة معها/ محمد اشتية
ارتسمت ابتسامة عريضة علت وجه رولا عندما سألناها كيف استطاعت التنسيق بين بيتها ودراستها وعملها، وقالت: "أحيانا الظروف الاقتصادية والاجتماعية تكسب المرأة قوة وتحدياً يجعلها ترتقي نحو الأفضل، من هنا كانت معركتي مع ذاتي لأستطيع تجاوز كل الصعوبات ولأكون امرأة ناجحة في بيتي ودراستي وعملي كمديرة للجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان-راصد في الضفة الغربية".
وتؤكد اشتية على أنها تلقت دعما كبيرا من زوجها؛ "لأنه يدرك أهمية مشاركة المرأة في بناء أسرتها وبالتالي بناء المجتمع ككل، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال متابعة المرأة لمسيرتها التعليمية، لتستطيع المرأة مواجهة بعض الأفكار الخاطئة في المجتمع، حيث تقلل هذه الأفكار من أهمية دور المرأة"، وتضيف رولا: "الطموح والإرادة وحاجتي إلى بناء شخصيتي كإمرأة، كل ذلك كان دافعا ومحفزا لي للمواءمة بين دراستي وبيتي وعملي، فقد يكون لذلك دور في بناء مستقبل أفضل لأبنائي، ولواقع المرأة الفلسطينية في مجتمعها بشكل عام".

سلم أولويات

رولا اشتية أثناء تواجدها في العمل/ إكرام أبوعيشة
تهتم اشتية من خلال عملها برصد الانتهاكات الإسرائيلية وتوثيقها لفضح الجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وتضع على سلم أولوياتها قضية الأسرى، تقول رولا: "ناشدت من خلال مؤتمر 'آفاق حقوق الإنسان في ظل الربيع العربي'، والذي أقيم في القاهرة في شهر كانون أول من العام الماضي، ناشدت جميع المؤسسات الحقوقية ومنظمات الأمم المتحدة بالوقوف على ملف الأسرى الفلسطينيين ومتابعة الانتهاكات التي تحصل بحقهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وترى اشتية أن للجمعيات الحقوقية دورا مهما في الوقوف على الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وهذا ما يشعرها بانتماء كبير إلى عملها، مشيرة إلى أن راصد تسعى حاليا إلى عقد شراكات مع مؤسسات حقوقية داخل فلسطين من أجل الضغط على حكومة إسرائيل من خلال رفع التقارير الشهرية الموثق فيها ما يمارسه الاحتلال من انتهاكات ضد الانسان الفلسطيني.
وتضيف رولا: "مما لا شك فيه أن هناك مؤسسات فلسطينية رائدة بمجال حقوق الانسان، وتأخذ المرأة الفلسطينية دورا لا بأس به في هذه المؤسسات، وهم شركاء وحلفاء لجمعية  'راصد'، وبالتأكيد ستقوم هذه المؤسسات بحملات ضغط ومناصرة للقضايا الحقوقية بالأراضي الفلسطينية لتقديم ملف الانتهاكات الإسرائيلية إلى الأمم المتحدة وبالتالي رفعها إلى مجلس الأمن، ومن ثم سيتم تحويل هذه القضايا إلى المحاكم الدولية".
وتبين اشتية أن العمل في إطار القضايا الإنسانية في الأراضي الفلسطينية من خلال المؤسسات الحقوقية يكون منطقيا أكثر لأن هذه المؤسسات تتمتع بحصانة دولية، ولا يجوز التعدي عليها في أي شكل من الأشكال.

نظرة مستقبلية
تأمل اشتية في أن تكون رقما في وطنها فلسطين قبل أن تصل إلى سن الأربعين مؤكدة أن أكثر ما يشغل بالها حاليا هو التفكير في المستقبل، وكيف ستكون الأيام المقبلة بالنسبة لها ولأسرتها، تقول رولا: "أسعى لتربية أبنائي بالشكل السليم الذي يحفظ لهم حقوقهم وكرامتهم داخل المجتمع، وكذلك أتمنى أن أكمل دراستي في مجال تخصصي، ومن هنا ستكون انطلاقتي من جهة أخرى لتطوير عملي داخل راصد كونها مؤسسة تهتم في حقوق الانسان".
وتتطلع اشتية إلى الوضع السياسي في المنطقة آملة أن يستقر، وأن تعم العدالة والمصداقية داخل مجتمعاتنا، فهي تؤمن بأن "أول الغيث قطرة"، وترى أن التغيرات الأخيرة الحاصلة في الوطن العربي ستكون بداية لتحقيق العدالة في كافة الأقطار العربية.




للمزيد من المعلومات:
* أُخذت الصور بواسطة إكرام ابو عيشة ومحمد اشتية

هناك تعليقان (2):

  1. أعتقد ان الطموح ركن أساسي لتحقيق النجاح، وهذا ما تحلّت به السيدة رولا .. شكرا إكرام

    ردحذف
    الردود
    1. العفو بشرى بالفعل الطموح يعتبر وقودا للنجاح أتمنى أن تكون السيدة رولى ومثيلاتها في المجتمع دافعا لنا لنفعل من مشاركة المرأة أكثر في مجتمعها

      حذف