بوستر من نادي الأسير للأسرى المضربين عن الطعام |
بشكل
صريح عرض الأسرى مطالبهم على مصلحة السجون، رافضين أي تحريف في تلبيتها، مستمرين في
نهج الإضراب المفتوح عن الطعام، بإصرار يكبر مع تعنت سلطات الاحتلال وتسويفها، في
انتظار ولادة انتصار جماعي يضمن حقوق كافة الأسرى، ليسجل بطولة خطتها أمعاؤهم من
أجل فلسطين.
والجدل
"المخُتلق" في ظل جمود الحلول، وجريان الأزمة في السجون، وتدهور الوضع
الصحي للأسرى، أسفر عن توقعات بحلول مرجوة، أدفق التصريح بها أملا في قلوب غلفها
الصبر والدعاء بالفرج والحرية للأسرى، ما
سيولد غصة في حال تخلى عنها الواقع، أو تشبث بها غير المطلعين على تطورات الأوضاع
بين الطرفين.
وحول ما
سبق، قال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، "إن
قيادة الإضراب هي الجهة الوحيدة المخولة حتى النهاية بإقرار إنهاء الإضراب أو
استمراره"، مرحّبا بالجهود المحلية والعربية والدولية، نافيًا في الوقت ذاته
وجود حل في الساعات القادمة غير مدعم بتلبية مطالب الأسرى ككل، ومثمنًا التحركات
الدبلوماسية، والتدخلات المصرية، مفسحًا المجال لسؤال يطرح نفسه: مصر ستضغط، لكن هل
ستجبر؟!
وبإجابة
يمكن لصقها بالسؤال الأخير، بين وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن تدخلًا
دوليًا ضاغطًا يحاول بلورة صيغة اتفاق شامل، يستند إلى مطالب المعتقلين الإداريين،
ومطالب المعتقلين الحياتية، وخاصة العزل الانفرادي، وزيارة أهالي عزة لأبنائهم في
سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أن مصلحة السجون أفشلت المفاوضات مع قادة الإضراب هناك بمنعها جمع قادة الإضراب من مختلف السجون الاحتلالية، لمناقشة عروضها.فانحصار
"إسرائيل" في مأزق سياسي وأخلاقي وقانوني، يضعف موقفها في مواجهة
العالم، ما اعتبره قراقع محركًا لإيجادها حلاً سريعًا يسبق انفجار الوضع ويتخلل أعراض
الانتفاضة.
وتأمل
مدير نادي الأسير قدروة فارس حدوث تطورات إيجابية في اليومين القادمين، تضمن تعليق
الأسرى إضرابهم عن الطعام، لافتًا إلى زحزحة إيجابية في موقف إدارة السجون، لا تشكل أرضية كافية
لإنهاء الإضراب.
ورشفة من
كأس حقوق الأسرى الغير مكتملة، هي إنهاء عزل الاحتلال للأسيرين محمود عيسى ووليد
علي، في ظل عروض منقوصة أوضحها منسق الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين أمين
شومان، تتمثل بدراسة أربعة ملفات للأسرى المعزولين شهريًا، وجمعهم في قسم خاص من السجن، وتجزئة الاستجابة لمطالب
المعتقلين، وعدم التعامل معها كحزمة واحدة، معلقين قضية الممنوعين أمنيًا من الضفة
والقطاع على جهاز "الشاباك"، رافضين السماح للجان طبية دولية محايدة
معاينة الأسرى السبعة المضربين فرديًا عن الطعام في سجون الاحتلال بشكل سريع. ولفت
شومان أن سبعتهم في حالة صحية حرجة، لامتداد مدة إضرابهم المتراوح بين (75 يومًا) و
(52 يومًا)، وهم الأسرى: ثائر حلاحلة،
وبلال ذياب، ومحمد التاج، ومحمود السرسك، وجعفر عز الدين، ومحمد شلال، وحسن
الصفدي.
فيما
استدرك بيان للهيئة القيادية العليا للإضراب تساؤلات الشارع التائهة، ليعلق على
تصريحات أنبأت بحل يستغرق ساعات لقضية الأسرى، ليقول أن قادة الإضراب في السجون لم
تجتمع مع مصلحتها منذ يومين، وأنها الجهة الوحيدة التي تملك القرار، وستعلق
إضرابها بعد إنهاء عزل جميع الأسرى.
وفيما
تختلف حدة تناقض المصادر بين الحل والعقدة، يبقى القرار الأخير والوحيد معلقا على
قادة الإضراب في السجون، وتبقى التصريحات أمام القضبان توقعات تتنفس الهواء، لا
تطال إصرارًا معمرًا خلف القضبان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق