أحلام تسحق تحت أقدام ثقافة العيب

ثقافة العيب هم يؤرق حياة الفتيات/للفنان سامح

تعد ثقافة العيب في المجتمع الفلسطيني والعربي بشكل عام من أكثر الظواهر السلبية التي تؤثر على المجتمع بشكل عام في مختلف المناحي الحياتية. وفور سماعنا لكلمة "عيب" نعلم أنه شيء مرتبط بشؤون المرأة، فالمرأة في مجتمعنا هي التي تشكّل ما يمكن أن يكون "عيب".

فهذا عيب وذاك لا يجوز، والغالبية العظمى تقع على رأس الفتاة ويعلل الأهل دائما بجملة ( انت بدك تفضحينا وتجيبيلنا الحكي)، فالإشتراك في نواد صيفية على سبيل المثال عيب والأنشطة المجتمعية المختلطة عيب والخروج المتكرر من البيت عيب والتحدث مع شاب في الشارع عيب، حتى ولو كان لأمر طارئ أو ضروري.

باتت ثقافة العيب تسيطر على أغلب مواضيع حياتنا، وهذا ما يهز كيان المجتمع بيد أن المجتمع غير مدرك لمقولة أن كل ممنوع مرغوب وأن الفتاة والشاب في سنوات المراهقة والشباب المبكرة يكون لديهم حب التجربة الذاتية وملاحقة الواقع وهذا ما يؤدي إلى حدوث جرائم وعلاقات غير شرعية وغيرها من العادات السيئة التي بات شبان وشابات المجتمع يفعلها بسبب ثقافة العيب.

وثقافة العيب بعيدة كل البعد عن الدين، فهناك فرق شاسع بين ما يبيحه الدين وما يحرمه، وبين ما تبيحه العادات والتقاليد وما تحرمه، فالدين دين يسر لا دين عسر. وجرائم الشرف بغالبها تكون الفتاة مظلومة، أو تتحدث مع شاب أو شيء من هذا القبيل، وهذا ما يحرّمه الدين، ولو كانت الواقعه صحيحة فهناك عقاب آخر غير القتل، خصوصا للفتيات غير المتزوجات.

وتنتشر ثقافة العيب بشكل كبير في القرى الفلسطينية أكثر منها بالمدنـ  وتعاني الفتيات بشكل كبير من هذه الظاهرة التي باتت هما يلاحق الفتيات وتقتل أبسط احلامهن.

فإلى متى ستبقى هذه الثقافة كابوسًا ينغص عيش المجتمع ومتى سينفك الأهل والمجتمع عن التفكير بهذه الرجعية؟ وإلى متى ستسحق أحلام فتيات متفوقات قادرات على صنع التغيير تحت أقدام ثقافة العيب؟