كرنيش الإسكندرية / تصوير رشا موسى |
كورنيش جميل يمتد على طول شاطئ الإسكندرية، تتناثر أمامه فنادق فخمة واستراحات شعبية من كافة الأشكال والمستويات، وعلى طول حجارة الكورنيش المصفوفة يجد الآف المصريين البسطاء متنفساً يومياً لهم ، يجمعهم ويفرقهم في الوقت نفسه.
حول علبة من الجبن وبضع أرغفة خبز، وعلى أكواز الذرة المشوية يجتمع الأحبة والأصدقاء، وعلى مقربة منهم يدخن الرجال "النرجيلة" بصحبة عائلاتهم أو أصدقائهم في كافتيريا ملاصقة للكورنيش. وليس بعيد عنهم، يجلس آخرون لتناول أفخم الأطعمة و المرطبات، مستمتعين بعروض فنية مختلفة.
إبتسامات متناثرة على الكورنيش
"أم محمود " وبناتها، وبصحبة خطيب ابنتها الوسطى اجتمعوا حول "كيس من اللب" على الكورنيش، وبابتسامتها المتواضعة قابلتنا، وهي أرملة منذ أكثر من 7 سنوات، وأم لثلاثة فتيات وولد واحد. واللافت أنها تعمل حارسة لعمارة تسكن أسفلها هي وبناتها بعد أن انفصل عنها إبنها، الذى بدأ يشق طريق حياته بعيداً عن عائلته التي يعيلها براتب لايتجاوز 300 جنيه.
تقول أم محمود أنها تتقاضى راتباً قدره 250 جنيه وتحضر منه أيضا لزواج إبنتيها، وأضافت "بدأت في تجهيز مستلزمات زواج بناتي منذ صغرهن ، وأعيش راضية بمرتبي الشهري، وعندما نشعر بالضيق نأتي إلى الكورنيش لنرفه عن أنفسنا، فنأتي أواخر النهار، ونظل حتى الساعة الواحدة أو الثانية صباحاً ثم نعود إلى منزلنا".
ورداً على سؤالنا ان كانت تتمنى لو تجلس هي وبناتها في أحد المقاهي التي تنير الكورنيش، قالت: "هو المكان ده ماله، ده أجمل بكثير من الكافتيريا، إحنا راضيين باللي ربنا رزقنا بيه".
أما ابنتها هبة فقالت: "نتمنى الكثير وندعو الله إن أراد أن يعطينا فله الشكر، وإن لم يرد فله الشكر أيضا"، وأكملت: "نحن لا نحب الأغنياء، نحن نريد أن نعيش مع من يشبهنا وحاله من حالنا"
أما ابنتها هبة فقالت: "نتمنى الكثير وندعو الله إن أراد أن يعطينا فله الشكر، وإن لم يرد فله الشكر أيضا"، وأكملت: "نحن لا نحب الأغنياء، نحن نريد أن نعيش مع من يشبهنا وحاله من حالنا"
حين لاحظت إستعجابي الكبير من حديثها أجابت بإبتسامة: "نحن نفرح بالقليل، هناك أغنياء لا يعرفون السعادة ولا بساطة العيش، ماذا ينفع المال اذا كنا لا نستطيع الاستمتاع بحياتنا".
فوارق يغيبها البحر
فوارق يغيبها البحر
وفي جزء آخر من الشاطئ، جلس المحامي أبو عبد اللطيف، الأب لولدين وفتاة واحدة قابلناه بمطعم يزين شاطئ الكورنيش، ويرتاده أعداد كبيرة من المصريين للوهلة الأولى تحس أنهم مختلفون عن أم محمود ومن معها ويستمتعون جميعاً بالهواء الطلق.
يقول عبد اللطيف: "أنا من مرتفعي الدخل، وزوجتي موظفة في شركة الطاقة، وتتقاضى مرتب لا يقل عن 2000 جنيه، وأسكن في محافظة المنوفية وسط الدلتا، وجئت للاسكندرية لقضاء بضع أيام من إجازة الصيف".
ويشير إلى أنه يملك سيارة وعمارة مكونة من أربع طوابق، مستدركاً بأن معظم المجتمع المصري هم من الطبقه الوسطى أو الفقيرة، ولا يستطيعون الجلوس في هكذا أماكن، خصوصاً أنه يضع ميزانية للأيام الخمسة التي سيقضيها في الإسكندرية قدرها ألف جنيه بحده الأدنى، في وقت يعترف هو فيه أن معظم العائلات المصرية تعيش براتب شهري يقل عن 250 جنيه مصري.
ويشير إلى أنه يملك سيارة وعمارة مكونة من أربع طوابق، مستدركاً بأن معظم المجتمع المصري هم من الطبقه الوسطى أو الفقيرة، ولا يستطيعون الجلوس في هكذا أماكن، خصوصاً أنه يضع ميزانية للأيام الخمسة التي سيقضيها في الإسكندرية قدرها ألف جنيه بحده الأدنى، في وقت يعترف هو فيه أن معظم العائلات المصرية تعيش براتب شهري يقل عن 250 جنيه مصري.
من أم محمود إلى عبد اللطيف، يقف كثير من المصريين في المنتصف، فيجد بعضهم متعته بالمشي على الكورنيش، أو في السباحة في مياه البحر، أو في تدخين النرجيلة، وغيرها من الممارسات كل حسب إمكانياته المادية، لكن ما يجمعهم أن هواءً واحداً يلفح بشرتهم، ورضا يملئ قلوبهم بما يملكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق