Main topics

أغسطس 12، 2012

ميدان فلسطين باهت وكئيب، وبلدية غزة تنتظر رقي مواطنيها للترميم

تصميم: سامية الزبيدي

تقول الأساطير العربية القديمة أن طائراً ضخماً يسمى العنقاء، عندما يموت يحترق، ويصبح رماداً، يخرج من الرماد طائر عنقاء جديد.
الا أن طائر العنقاء الذي يتوسط ميدان فلسطين وسط مدينة غزة يأبى أن يتجدد، أو يتوهج منذ نصبته بلدية غزة أواخر العقد الماضي في إطار تحديث واجهة المدينة الرئيسة في قطاع غزة.

"ميدان فلسطين" أو "الساحة" كما يحلو للغزيين أن يسمونه، العصب الرئيس لمحافظات غزة، فشارع عمر المختار الذي يخترق منتصفه، يجمع بين شمال القطاع وجنوبه، خصوصاً مع تواجد محطتين لسيارات الاجرة تقل الناس من شمال القطاع إلى جنوبه، ومن وسطه لشماله، علاوة على أن "الساحة" تتوسط الأسواق المركزية والرئيسة للقطاع وهي سوق الزواية، وفراس، والشجاعية، وهو جعلها بامتياز العاصمة التجارية للقطاع.

أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي، أعادت بلدية غزة رسم جغرافيا المكان، فنصبت في وسطه تمثالاً برونزياً ضخماً يمثل طائر العنقاء، ودفقت المياه في نافورة كانت محط أنظار المارة واعجاب السائحين، كما نظفت ونظمت الشوارع المؤدية للميدان، وزينتها بالاشجار الخضراء.
تصميم: سامية الزبيدي
الآن، حال ميدان فلسطين في غاية البؤس، فكل ما فيه ينطق بالرماد لا أكثر، العنقاء الذي اتخذته غزة رمزاً لها دفنه الصدأ، والغبار، وقد شوهت قاعدته، فيما اختفت النافورة ومياهها، وتحول محيطها الدائري إلى مكب نفايات، وكسا اللون الرمادي البنايات والمحلات التجارية التي تميز الميدان،  وحتى الأشجار فقدت بريقها الأخضر، ولم يعد يلحظها أحد بعد أن تحول لونها للرمادي هي أيضاً، وحتى أرضية الشارع الرئيس للمدينة فقد اختفت منها ألوان الاشارات المرورية الأبيض، والأحمر، والاسود.

الدكتور نهاد المغني، مدير عام قسم الهندسة والتخطيط في بلدية غزة، القى باللائمة على المواطنين، بسبب عدم محافظتهم على المكان، وقال في حديث خاص بـ"النظرة :"أجرينا ترميمات على النصب التذكاري مرتين، الا أن عدم محافظة المواطنين عليه يجعلنا نتردد في عمل التعديلات المطلوبة لأنها تصبح خسارة من دون مقابل".

وأشار د. المغني الى أن "النافورة تم استيرادها من اليونان، ولم تمكث أكثر من عامين ونصف على نصبها، حتى تحولت الى مرتع للقمامة، ففمنا بفكها وتخزينها، خوفاً عليها من التدمير".
ورداً على استغرابنا من تفضيل البلدية تخزين النافورة وعدم اجراء الترميمات المطلوبة بحجة أن المواطن لا يحافظ عليها، على أن تبحث عن الآليات اللازمة لتوعية المواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة، قال د. المغني: "من السهل عليكِ أن تقولي ذلك، وأن تكتبي المقالات، ولكني لا أستطيع أن أنفق 20 إلى 30 ألف دولار كي يأت أحدهم ويلصق الملصقات على واجهة النصب، أو يلقي بالقمامة في النافورة".

ويعتقد د. المغني أن "وسائل الرقي في كل دول العالم ترتقي بالتوازي مع التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع"، في اشارة منه الى أن طائراً برونزياً، ونافورة مياه فضية هما تطور لم يرتق سكان قطاع غزة بعد للتعامل معه!!!!، وأن المكان الأفضل للأخيرة هو المخزن للتآكل أو التقادم.

للاطلاع اكثر على ما تراه بلدية غزة، البلدية الأم للقطاع، مناسباً لسكانه، شاهدوا الفيديو التالي:

هناك 6 تعليقات:

  1. البلديات عموما تبحث عن التطوير المحدود و الدخل الأكبر !!! بمعنى أن ما تنفقه البلدية من ميزانيتها الخاصة يكون لصالح الأسواق و ما شابهها .. لأن من ورائه دخل للخزينة ... خزينة البلدية ... الموضوع ليس حكرا على ميدان فلسطين .. بل أسوة به كل الميادين في ارجاء القطاع .. و الأمر ليس متوقفا على بلدية غزة .. بل خان يونس و رفح و الدير و حتى البلديات الصغيرة ... البلديات كلها تعيش على مشاريع التمويل الخليجي و الأمريكي و الاوروبي .. و هذه كلها مشاريع مشروطة .. ليس للبلدية ادنى حق في تغيير متر مربع واحد من العشب ليصبح حجارة و العكس ... و هنا السؤال ؟؟؟ ما هو دور وزارتي - عنا حكومتين من زود البخت - التخطيط و التعاون الدولي في كلا الحكومتين !!!! أليس واجبا عليهما الاطلاع على حاجة البلد من مشاريع !! و حاجة البلد من اسفلت و و بنية تحتية و تطوير ميادين .. الخ الخ الخ .. قبل السعي و اللهث خلف منح تضيع سدى و لا يفاد بها غلا من قام بتنفيذ المشروع و هم المقاولون !!!

    ردحذف
  2. عذرا منكي أختي سامية شعبنا لا يرقى أن يهتم بالتراث والأماكن التراثية فبكل أسف قلعة الخان التى ما زالت شامخة حتى يومنا هذا أصبحت فقط لتعليق الرايات الحزبية !!!،، ورقي المواطنين شي صعب فعلى سبيل المثال على نفسي أنا ما برمي أو ورقة في الشارعة بخليها في ايدي لحد ما أوصل لجماعة أو مكان مخصص للقمامة وبضعها فيها ،فكثير من الأشخاص لما بيكونوا معي بياخدوا من موقفي سخرية ،، فشو نغير ولا شو

    ردحذف
  3. الله يعطيكي العافية سامية، موضوع جدير بالمتابعة، بصراحة واكثر شيئ مزعج في مجتمعنا هو افتقادنا للرقي، فمثلا منطقة الشيخ عجلين وما اطلق عليه الكورنيش الذي تم الانتهاء منه مؤخرا جوانب هذه المنطقة اصبحت مرتعا للقمامة على الرغم من وجود حاويات القمامة وقريبة في متناول الجميع...
    مجتمعنا بحاجةالى ثقافة الرقي واستخدام المرافق العامة ويجب جميعنا كاعلاميين ان نتناول هذه الجوانب

    ردحذف
  4. ميدان فلسطين أو الساحة هو قلب غزة ويجب الاهتمام فيه بشكل جدي وتشكيل لجنة للعمل على تطويره والاهتمام بكافة المناطق التراثية بغزة وحتى مشكلة القمامة اللي طرحتها نيلي بالدرجة الاولى مشكلة صحية قبل ما تكون شكلية عليهم الاهتمام وما نقعد نحكي مثل محمد الاسطل شو نغير ولا شو لو قدرنا نغير واحد في المائة افضل من ولا ما نغير ونبقي سلبيين بل نغير اي شي احسن ما نغير ولا شي
    تحياتي لك يا سامية ع هدا الموضوع المهم اللي هو اهم من سياسيتنا الباهتة

    ردحذف
  5. انا قريت تقريرك رائع جدا والله يختي والكلام سليم
    انا كنت كتير اروح علي غزة واقف عند هذا المكان وعند النافورة وحتي يوم ما كانوا عاملينها تصورت عندها وكان منظرها كتير رائع بس في ناس حتي وفيها مية كانت بترمي فيها القمامة اكرمك الله وبيبزقوا فيها وبخلو ولادهم ينزلوا في المية وكانو يرموا شباشب وشي كتير من منظر ولا حظاري بجد شي مخزي بعدين هادي الامور مكلفة وما بتترمم ببلاش وبدها فلوس ادا البلدية بدها تشتغل وتتغلب وتعب حالها والمواطن ما يحافظ يبقي قلة الشغل افضل باعتقادي
    يعني ما لازم نحط كل اللوم علي البلدية ونحملها المسؤلية يعني بدل ما النسوان كانن ياكلن شوكلاته وبسكوت ويرمن فيها كانن قادرات يقعدن ويحافضن عليها اكتر وتصير احلا بس الشعب ما كان يحافظ يبقي الشعب بيشل الجزء الاكبر من الاشكالية

    ودمتي بالف خير خيتي

    ردحذف
  6. موضوع رائع للنقاش...باختصار شديد يجب أن تبنى الدولة في العقول قبل أن تبنى على الارض وللاسف نحن شعب أغلبه يفتقر الوعي والفكر والعقل السليم لبناء حضارة ودولة ونحن اقليم (ولا أستطيع أن أقول دولة) يحكمه جهلاء وقومه قوم بؤساء..
    مع أطيب تحياتي سامية

    ردحذف