Main topics

أغسطس 14، 2012

فخامة الرئيس: نحن بحاجة إلى استراتيجيات فاعلة لتعزيز صمودنا في هذا الوطن



الرئيس يفتتح ميدان محمود عباس في الخليل


بداية وليس لها نهاية من العطاء من جهود الأخ الرئيس محمود عباس ، استطاع بها مواصلة درب الختيار الشهيد الرمز ياسر عرفات ، وقد تواصلت همم الرجال الرجال قيادة وشعباً بالنضال وبطرق شتى لنهضة المسيرة حتى اكتمال مشوار طويل ساروا به وما زالوا نحو استقلال الدولة الفلسطينية وبالتمسك بالثوابت الوطنية .

المسيرة كانت ذات أبعاد كثيرة ،وبتوازن مع كافة الجبهات ،وعلى كافة المحاور الوطنية المحلية الداخلية ، وأخرى إقليمية عربية وإسلامية ، ومحور ثالث أممي وعالمي .
وفي كل محور وصعيد كانت تحديات ،إنجازات ،وإخفاقات ، وما بين الأبيض والأسود ،لا بد من تمازج يتوازن مع بلورة الرؤى وتقييم النتائج لكل مرحلة ، وهذا يحتاج للإستراتيجيات المحددة ،وضمن الثوابت الوطنية ، والأجندة الوطنية الفلسطينية البحتة ، ولا يهمنا كم هي الصعوبات التي قد تعترض هذه الثوابت لطالما هناك إرادة وإيمان مطلق لا جدال فيه بأننا أصحاب حق ،ومشروع ،وقضية .

القدس الشريف وقبة الصخرة في شهر رمضان 2012 / تصوير  إكرام التميمي  
استطاع محمود عباس ومنذ توليه رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية وضمن انتخابات فلسطينية ديمقراطية تحقيق الكثير ، وما زال الشاهد فينا والشواهد كثر على إنجازات السلطة الوطنية ، والحكومة الفلسطينية ،والشعب ألفلسطيني بمؤسسات المجتمع المدنية ،والحراك الشعبي والمتفاعل دوما مع نبض الأحداث ومع استمرار عطاء النضال المشرف للأسرى في سجون الاحتلال ، ولا ننسى الشهداء وما بذلوه من تضحيات في سبيل الوطن ولإعلاء كلمة الحق المبين وهم أكرم عند الله منا جميعاً ، الجميع كانت له مساهمة ما في إطار ما ، ولكن ما يجب أن يلمسه المواطن من هذه المساهمات والحراك ، هو ما سيحدد ويقيم تحقيق الإنجازات والأهداف، وكم هي السلبيات والإخفاقات في كل جانب ، وهل هذه الخطى مدروسة ومجدولة ضمن سياق الأحداث والرؤى الوطنية، لتحقيق ما نصبوا له من استحقاقات لا بد منها كي نشعر بالكرامة ،والعدالة الإنسانية الواجب توفرها للحياة البشرية وللشعوب كافة دون تمييز . 

في قراءة أبعاد زيارة سيادته للخليل وما بين المأمول للمواطن الفلسطيني ليشعر بمدى التفاعل من قيادته لمعاناته الحياتية اليومية المتعددة ما بين سياسية ، واجتماعية ، واقتصاديه ، سيكون هناك تفاعل أو حراك ما ، فعلى سبيل المثال : تجوّل الرئيس خلال زيارته إلى محافظة الخليل في تاريخ 2-8-2012 ،في عدة أماكن بالمدينة ،واطلع على اوضاع المواطنين فيها ، وقد تضمن بروتوكول الزيارة جدول محدد للزيارة ، لم يطلع عليه إلا من هم في إطار جدول الزيارة، وهذا عادة ما هو متعارف عليه في الزيارات الرسمية ، ولكن بالنسبة لي أجد بأن المواطن الفلسطيني من حقه أيضاً التفاعل والمشاركة في استقبال من تم اختياره ليكون رئيساً لدولته ، وهذا طبعاً لا يتوافق والرسميات ويجب أن يكون بعفويه لنتجاوز  حدود الصمت المفروضة بين المواطن والقيادة ببروتوكولات لا تناسبنا والحالة الفلسطينية الماسة إلى الانصهار في بوتقة واحدة .

وقد يكون من جانب آخر إحساسي بأن المرأة الفلسطينية وتحديداً في هذه الفترة التي تزامنت مع تزايد وتيرة العنف ضد النساء ، وفي أربع حالات من الجرائم النكراء التي ذهبت ضحيتها أخوات لنا ، لم نجد رسالة واضحة للنساء تدخل بعض الاطمئنان إلى قلوبهن ، أو حتى لأخذ آرائهن وتوصياتهن في هذا الخصوص ، وتم تهميشهن إلى حد كبير .  

وطالما الحقوق والواجبات متساوية ، فلنا هنا قول ومقام لا بد منه ولطالما الوحدة الوطنية أصبحت الشغل الشاغل للمواطن والكابوس الذي يؤرق سبل الحياة الكريمة ، وبلا ظنون بالآخر ،في هذا المحور أشار أبو مازن : بالنسبة لقضية المصالحة الوطنية "لقد عملنا على اتفاق الدوحة ومن ثم القاهرة واتفقنا على بدء الانتخابات الديمقراطية وطالبنا بالانتخابات خاصة وان اخواننا في حركة حماس اخذوا الوزارة  بالانتخابات لكن اللجنة بعد تحضيرها للانتخابات قامت بوقف عمل اللجنة لماذا انا شخصياً لا أعلم "
.
الحشود في استقبال الرئيس الخليل
وعقب الرئيس على توقف لجنة الانتخابات في قطاع غزة قائلا "هذا يعني ان حركة حماس لا تريد المصالحة والوحدة الوطنية "،وهذا الشأن يحتاج إلى درجة كبيرة من الوعي الجماهيري لشحذ الهمم كلها نحو المصارحة والمصداقية مع الذات لنكتشف الخلل والتراكمات ونحاول إيجاد الحلول لها لرأب الصدع .

في الجانب الاستثماري والاقتصادي تحدث سيادته ، "إنني سعيد في الصناعة في الخليل فهي رائعة من خلال مصانعها ، وأضاف نسعى للسياحة رغم ان الاحتلال يحاول تعطيلها ،اما الزراعة فهي ايضاً مدمره ،لكنني سعيد في صناعات الخليل وأدعو لدعمها  ،وأكد الرئيس ان صندوق الاستثمار خصص 60 مليون دولار للقروض الصناعية لدعم الصناعة في فلسطين ".

المياه شريان الحياة لكافة الكائنات الحية وفي ظل السيطرة الإسرائيلية على مصادر المياه يعاني الفلسطينيين كافة وفي محافظة الخليل والبلدة القديمة خاصة من مشكلة نقص المياه الحاد ، وفي هذا السياق قال سيادته : "يجب ان نتخذ كافة الوسائل لحل ازمة المياه بالمحافظة ومضيفاَ إن ازمة المياه قائمة ونحن مستعدون للتعاون مع اسرائيل والأردن لتحلية مياه البحر وسد احتياجات المواطنين " .

وعلى الصعيد الثقافي : افتتح سيادته ،عدة مبان في جامعة بوليتكنيك فلسطين ومسجد في المنطقة ، وكان يرافقه الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة ،وحسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور رئيس  مجلس رابطة الجامعيين، ورئيس مجلس امناء الجامعة أحمد سعيد التميمي، ورفيق النتشة رئيس هيئة مكافحة الفساد، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ،ومحافظ الخليل كامل حميد،  وأعضاء مجلس رابطة الجامعيين، ورئيس الجامعة ابراهيم المصري، ونوابه، وحشد كبير من الشخصيات الرسمية والأهلية في المحافظة.
 طفلة من الخليل ومراسيم استقبال رسمية للرئيس
الخليل والمواطنين في حفل استقبال للرئيس
كما افتتح ميدان الرئيس محمود عباس في منطقة باب الزاوية والمنفذ من لجنة اعمار الخليل وبلدية المدينة وبتبرع من الحكومة السويدية من خلال مؤسسة التعاون السويدي سيدا ، ويمثل هذا المشروع المدخل الرئيس للبلدة القديمة ،ويهدف لإيجاد التواصل بين الاحياء السكنية والتجارية في الخليل مع بلدتها القديمة ،ويأتي هذا المشروع تتويجا لأعمال لجنة الاعمار التي استمرت خمسة عشرة عاما من اعادة ترميم المنازل والشوارع في البلدة القديمة ،بهدف فك عزلتها عن باقي احياء المدينة ،وإعادتها لسابق عهدها كعصب للحياة التجارية والاقتصادية للمدينة .
وزار الرئيس والوفد المرافق له الصالة الرياضية المغلقة في المدينة، وقال "أفتخر بهذه الصالة الرياضية التي تقام بالمدينة وأشار :اسعدني جدا ان المشاركات من النساء اكبر من المشاركين من الرجال وهذا يعني الكثير لمحافظة مثل الخليل".

ميدان محمود عباس - الخليل
تميزت زيارته ،بإضافة بعد إنساني حيث تناول وجبة الافطار مع ايتام الجمعية الخيرية الاسلامية وذوي الاحتياجات الخاصة ، وفي هذين الجانبين جدير بالقيادة بأخذ زمام المبادرة في استراتيجية خاصة بالطفولة الآمنة ، وأخرى للنساء لحمايتهن من العنف وعلى مستوى محافظات الوطن عامة ، وخاصة للخليل .
وفي الجانب الأمني الفلسطيني :وجه ألرئيس قادة الأجهزة الأمنية بضرورة الحفاظ على كرامة المواطنين وتوفير الأمن والأمان لهم،واطلع الرئيس خلال ترؤسه اجتماعا لقادة الأجهزة ألأمنية ، على الأوضاع الأمنية في الأراضي ألفلسطينية والجهود التي تقوم بها أجهزة الأمن لبسط الأمن والأمان وتطبيق سيادة القانون.
كما ترأس، المجلس الاستشاري لمحافظة الخليل بحضور كافة شخصيات وفعاليات المحافظة والقوى الوطنية والسياسة والإسلامية ، وهنأ الرئيس عباس في كلمة بالمجلس أهالي الخليل بحلول شهر رمضان المبارك .

استراتيجيات وطنية تحتاج التوافق 
الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والعودة إلى اللحمة الوطنية تحتاج لتعامل الرئيس معها بحكمة وكما عهدنا منه ،ولطالما تقتضي الحاجة الملحة أبدا ،واحترام التعددية ، وبما يتوافق مع النهج الديمقراطي وفي ظل الثوابت الوطنية ، ومظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني كافة ،و ما زال الشعب يؤكد بأن المصالحة هي حتمية ولا بد من تحقيقها .
المقدسات خط أحمر ولا يمكن الصمت عن كل ما يجري من تهويد وانتهاكات لحرية العبادات ، والنزعات العدائية من جانب المستوطنين وفي ظل حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي ، ولا ننسى مجزرة المسجد الإبراهيمي الشريف ، وما يتم ضد القدس الشريف القبلة الأولى للمسلمين وما بها من مقدسات إسلامية ومسيحية وذلك يحتم ضرورة بذل كافة السبل لحمايتها من الانتهاكات الديمغرافية والجغرافية والدينية والإنسانية والمنافية لحقوق الإنسان وحرية الأديان السماوية كافة ،وهذا  يهدد البشرية والإنسانية جمعاء ، ويؤجج الصراع ويتجاوزه لصراع على العقيدة والبقاء الإنساني ،وقد يشعل ثورات لا يحمد عقباها تهدد السلام والأمن لكافة الأديان .
  هناك واجب إنساني وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن إصدار قرارات لا بد منها ،لننوء جميعاً بأنفسنا عن الصراع ،ونجنح نحو السلم كافة .والضرورة هنا تشير لا بد والحال هذا من المعاناة وما عليه من تبعات ، على العالم الإسلامي ، والمسيحي ، واليهودي ،كل تحمل مسؤولياته بتجنيب الأرض المقدسة هذا الصراع  .

المسجد الأقصى يحتشد فيه عشرات الآلاف من المصليين في شهر رمضان 2012
فرض رعاية أممية وعالمية ،وضمانات ثابتة وفاعلة تحفظ قدسية هذه الأماكن ،وحريات العبادة والأديان ،واستقلال كافة العناصر البشرية والتي تقطن على هذه الأرض وقد يكون ذلك مجدياً من خلال قرار حل الدولتين ،مع التأكيد بأن كافة الأراضي الفلسطينية ما زالت تخضع للاحتلال الإسرائيلي من خلال السيطرة الكاملة على مقومات الدولة المستقلة الفلسطينية ،وعلى العالم بأن يقر بأن الشعب الفلسطيني وحقه بالسيادة ما زال منقوصاً على الأرض ،والأجواء السماوية ،والحدود ،والمصادر الحيوية للمياه والطاقة ، والعناصر الأخرى الحيوية التنموية ،والاقتصادية ،وحتى الدينية ،والاجتماعية والسياسية والثقافية .

 تحميل الجانب الإسرائيلي تبعات ما يجري أو سيجري من إخلال وإعدام لعملية السلام والمفاوضات ، ويجب التعامل الأممي بهذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمعيار واحد ،ودون ازدواجية وسياسة الموازين العنصرية وسياسة التمييز.
على العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة تمتلك الحق بالعضوية الكاملة في الامم المتحدة ، ودعمها حتى تحقيق العدالة والكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني ، وإلزام الجانب الإسرائيلي بإنهاء كافة أشكال الاحتلال ، وإما أن يخضع الجميع سواسية أمام قرارات الشرعية الدولية ويتم بالتوافق الفلسطيني وبما يحقق حقه المشروع في نشأة دولته ومقومات الاستقلال العادل والكامل ،والتي تكفله المواثيق والمعاهدات الدولية والأممية العالمية لكافة الشعوب ، وحقه في إستراتيجيات عديدة قد تحتاجها المرحلة القادمة لتحقيق استقلاله كباقي شعوب العالم ،وبما يتوافق مع مطالب الشعب الفلسطيني،وقيادته الحكيمة ، والشرعية الدولية التي يجب أن لا تجزأ الحقوق للشعوب والديمقراطية التي يطالبون بها للشعوب المستضعفة .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق