Main topics

مارس 01، 2013

" الوضع بدو ردع "

     
شارع القدس\رام الله_تصوير ميس عاصي
"الوضع معدم مش بس مدهور فش ضعنا بين السير وبين الباب متحيرين وين نروح". صوت تعليق جاء من البعيد، خلال حديثنا مع المواطنين وسؤالهم عن رأيهم بالازمة الاقتصادية التي يعانيها المواطن الفلسطيني في ظل الوضع الراهن، فقد عبرت الحجة أم عايد عن مشاعرها بقوة وبصوت مكتئب وقالت " الحالة الاقتصادية صفر لانو فش رواتب، فش مصاري ماتت الناس من الجوع "، واكملت جملتها تستنهض الدول العربية والحكومات لتساعد المواطن الفلسطيني الذي بات يشتري الخبز البائت بدل من الرغيف السخن، لانه يشعر برخص ثمنه،وانهت  تقول " شو نسوي هذا حُكمنا بدنا حكومة وفش حكومة تطعمنا وتسقينى" .

     يعاني المواطن الفلسطيني من أزمة اقتصادية خانقة في ظل انقطاع الرواتب المتكرر، فبات يشتكي من ارتفاع مستمر في أسعار السلع، دون وجود رقابة حقيقية على الاسعار، فترى على ملامح المواطن اثناء تسوقه تعب واستياء في محاولة توفير قوت يومه لتسير امور حياته، هذا ما لاحظناه عند حديثنا مع أحد اساتذة جامعة القدس اثناء عودته الى منزله، فقد كانت ردة فعله الاولى تعبر عن ارهاق عقلي فكان جوابه كالتالي "هذا ما كنت افكر فيه وانا عائد الى بيتي، فأنا عبارة عن موظف في الجامعة ولا يوجد بجيبي سوى 400 شيقل ما تبقى من راتبي، وعند عائلة مكونة من عشرة انفار، يعني كيف يمكنني الموازنة بين الضغط الهائل كاستاذ عليه أن يبدع في مجال تدريسه وكل ما يترتب علي من واجبات، وبين أعباء الاسرة، فالوضع مرعب صعب على الجميع ، يزيد من الضغط النفسي على الانسان، ويهبط من جهده، لذلك يجب ان يكون هناك تدخل سريع من الحكومة والا لماذا تطلق على نفسها اسم حكومة ". 
سوق الحسبة\ رام الله_تصوير ميس عاصي .
    لم يختلف رأي الموظفين كثيراً عن رأي الاستاذ، فقد عبرت موظفة في القطاع الحكومي تدعى اسماء عن رائيها كالتالي " نحن ايضاً عبارة عن موظفين في القطاع الحكومي وليس هناك رواتب، فماذا علينا ان نعمل، والاسعار في تزايد، والموظف يعتمد على راتب الحكومة، وبعض الموظفين قاموا باخذ قروض من البنك وعندما ينزل الراتب يتم فوراً تسديد البنك، اذا من أين سيعيش هذا المواطن، فهل من المحتم عليه ان يموت من الجوع " .  
                                   
الأزمة الاقتصادية لم تضرب القطاع الحكومي فقط بل ايضاً اثرت في القطاع التعليمي فقد اظهر الاستاذ علاء استيائه عند حديثنا معه قائلاً " المواطن مخنوق من كل النواحي،لا يوجد رواتب والاسعار في ارتفاع متزايد، وعادتً عندما تجتمع المدارس مع انقطاع الرواتب وزيادة الاسعار تصبح حالة المواطن الفلسطيني كوكتيل، وبمجرد تجولك في السوق ترى الناس يشترون بعيونهم ولا يحملون بايدهم، فالوضع صعب على الجميع بصعوبة وقساوة برد الشتاء، لذلك لا يجوز لرئيس الوزراء سلام فياض القول أن السبب في انقطاع الرواتب هو اسرائيل و عليهم أن يحتجوا عليها وليس على الحكومة. اذاً لم تستطع الحكومة ان تصلح الاوضاع فلتذهب ولتعطي الفرصة لحكومة جديدة قادرة على توفير قوت يوم المواطن  " .
 اظهر الموطن الفلسطيني استيائه من جميع النواحي، فلم تختلف أجابته عن اجابة الموظف الحكومي، فقد عبر التجار والمواطنين عن ارآههم عند اجراء بعض المقابلات معهم في مدينة رام الله .
أحد التجار يدعى خالد وهو من القدس قال" انا ببيع هريسة، كنت كل يوم أبيع 8 صدور اليوم يدوب توفي معي صدرين طول النهار، الناس ما معها مصاري تشتري، وهون كلشي غالي، وفش معاشات، والحل انهم يعطو معاشات، فش حل غير هيك، خلي الناس تعيش تشوف حالها، الناس هلأ قاعدة بتاكل بحالها فش معهم مصاري شو بدهم يعملوا بدهم يعيشوا ".
وأبدا مواطن اخر استيائه  فقال " انا ما بعرف اذا السلطة وقفت الرواتب، انا مواطن وبدي اعيش على القليلة يوفروا الرواتب، يعني شو بدنا نسوي المواطن والموظف شو لازم يسوي، يوقف على المنارة ويحرق حالو يفجر حالو وينتحر  مثلاً" .
بائع الخضرة في سوق الحسبة ينتظر بصبر ان يبيع الخضار ليوفر قوت يومه\ميس عاصي
   وفي ظل الازمة الجارية عقدت الحكومة والنقابة مؤتمراً من أجل معالجة الوضع الجاري، وبناءاً على ذلك تم صرف الرواتب . الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي رأى ان الازمة بحاجة لمداولات عديدة وقال "بدون شك أن الحكومة تستطيع أن تخفف ما أمكن من تدعيات هذه الازمة، سواء في قرارتها او بعض التوجهات لديها " .          
وقد أكد  الصالحي على وجود أزمة اقتصادية واضحة لدى المواطن الفلسطيني لن يتم حلها الا من خلال السيطرة على الموضوع ومحاولة ايجاد حل ممكن، فالمعالجة تحتاج ربما لسياسات جديدة واجماع داخلي" . وقد أشار ايضاً الى وجود تفاهم بين النقابات والحكومة في الاونة الاخيرة، لمحاولة حل الازمة الاقتصادية الجارية .

 لم يكن الجانب الاقتصادي هو الوحيد الذي القت  الازمة المالية بظلالها عليه، فقد امتدت الى القطاعين الصحي والتعليمي، فهل ستشهد الايام القادمة انفجارات سريعة، أم على المواطن التسلح بالمزيد والمزيد من الصبر .

هناك 3 تعليقات:

  1. الله يعطيك الف عافية ميس... أبدعت :)

    ردحذف
  2. تقرير جميل ...يعطيكي العافية

    ردحذف
  3. الوضع الاقتصادي جدا سيء لكنه ليس اسواء من الوضع السياسي
    فغزة والضفة لازالت غزة والضفة والوضع في غزة مازال اسواء من السوء نفسه فمياه المجاري اغرقت الانفاق والذي لم تقم اسرائيل بعمله ....قام مرسي بعمله بنيابة عن اسرائيل ...
    لم نسمع اي احتجاج من هنية ..." انت متفق مع مرسي، ولا ايه"
    شعبنا هو شعب الجبارين قادر على الصبر والتكيف اذا صدقتم النية واحسنتم العمل ...

    ردحذف