Main topics

يوليو 19، 2013

هل أصبح التراث أهم من حياة أبنائنا؟


 صرحٌ تعليمي قديم يصل عمر بنائه حوالي 65 عامًا، درس فيه أجيالٌ عديدة منهم من هم أحياء يستعيدون ذكرياتهم عندما يمرّون بجانبه، وينظرون إلى أبنائهم اليوم يرتادون نفس المكان، أطفالٌ تبدأ أعمارهم من 6 سنوات إلى 14سنة يتلقون العلم والتربية من ذات المدرسة التي درس فيها آباؤهم.

أساتذة وأطباء ومهندسون تخرجوا من مدرسة "ذكور دير بلوط" في قرية دير بلوط الواقعة غرب مدينة سلفيت، والتي تم تحويلها من ثانوية إلى أساسية منذ عامٍ فقط، إضافة إلى تخصصاتٍ أخرى كثيرة يبحث عنها اليوم أهالي بلدة ديربلوط في أبنائهم لعلّ وعسى أن لا يغيّر سوء البناء وقدمه نسبة نجاح أبنائهم وأن لا يؤثر على معدلاتهم السنوية.

لم تعد المدرسة مؤهلة لتواجد الطلاب فيها ولا تشكّل مكانًا آمنًا وصحيًا يرتاده الطلاب لتلقي العلم، فهل أصبح العلم أهم من من راحة أطفالنا وأرواحهم؟ أسئلة عديدة قد تخطر على بالك إذا زرت المدرسة يومًا أو دخلت إحدى صفوفها.

محمد عزيز طالبٌ في المدرسة يصف غرفة صفه قائلًا : " الأدراج مكسرة ودهان الصف يتساقط فوق رؤوسنا يوميًا، وهناك حشرات تملأ الصف "كعصا موسى" ومياه الأمطار تغرقنا كل شتاء".

معرف عبدالله أحد أولياء الأمور بدأ دراسته في المدرسة عام 1967 يرتاد أبناؤه اليوم نفس المكان فيقول:" المدرسة قديمة جدًا وقد بنيت قبل أن أولد وبصفتي أعمل في البناء أرى أنها بحاجة إلى هدم وإعادة بناء لأن كل الترميم الذي يحصل لا فائدة منه" وأضاف قائلًا : " أطفالٌ صغار كيف سيتحملون البرد والرطوبة ومياه الأمطار التي تتسرب إلى الصفوف بكثرة في فصل الشتاء" .

وقال جواد الديك مدير مدرسة دير بلوط الأساسية للذكور إنه في بداية استلامه لإدارة المدرسة استدعى مدير التربية والتعليم "رفيق سلامة" وأطلعه على حال المدرسة بالكامل وما تعاني منه من "دمارٍ وخراب" .

وأضاف: " منعتنا وزارة التربية والتعليم من التصوير إلا أنه تم ذلك، وأكد أنه قد بعث بكتب رسمية للتربية ولبلدية ديربلوط لكنه لم يتلقّ أي شيء إلى الآن" .

وقال الديك إن هناك صفوف أخليت من الطلاب ومنعوا من التواجد فيها لخطورة وضعها ، وأضاف: " قضينا العام الدراسي بسلام وما أخشاه في الأيام القادمة أن يكون الوضع أسوأ مما هو عليه الآن" .

أما محمد قادوس مهندس التربية والتعليم في سلفيت فقال إن مبنى المدرسة تراث فلسطيني موجود وليس من السهل هدمه، وأضاف أن هناك شقًا في أحد الصفوف وهو الذي يشكل خطرًا على الجدران ويتزايد مع الزمن، لكنه يرى أنه لا يشكل خطرًا إلا على غرفة صفية واحدة فقط وهي خالية الآن من الطلاب، أما باقي الغرف الصفية فتحتاج إلى صيانة فقط وليست بحاجة لهدم كامل وفقاً لما قاله قادوس.
وأضاف المهندس قادوس أنه ليس  من مؤيدي الإزالة فالمدرسة تراث فلسطيني  "حرام نهدمها" على حد تعبيره.

وأكد كمال موسى رئيس بلدية ديربلوط أنه تم عمل صيانة للمدرسة من قبل ولم يحدث ذلك نتيجة  بل "زاد الطين بلّة" ، وقد أكد لهم مهندس آخر أن المدرسة لا تستحق الصيانة وهي بحاجة لهدم كامل.

أما مسؤول الرقابة الداخلية في وزارة السياحة والآثار جهاد مصطفى فقال " إن وزارة السياحة هي المسؤولة الأولى عن أخذ قرار هدم مبنى تاريخي أو آثار ، فإذا كان هناك خطورة على حياة الطلاب سيتم إقرار هدمها فورًا لأن حياة أبناءنا أهم من التراث" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق