عُدتُ إلى الخلف ومسكتُ هاتفي
المحمول وقمت بتصوير المشهد، لم تكن صورة لزهرة ما أو مكان جميل كانت صورة لفتات
خبز وأكياس قد ألقيت على جانب الطريق وبعضها كان في الطريق ذاته.
عندما نظرتُ إلى الأكياس
الملقاة على الطريق تبادر لذهني سؤالين اثنين، من الفاعل؟.. ولماذا لم يعطِها
لفقراء عوضًا عن رميها بالشارع بهذه الطريقة الُمستفزة، أحقًا نحن نعيشُ في عالم
البذخ لدرجة أننا أصبحنا نرمي الخبز على جوانب الطرق؟ أم أنّ الثقافة معدومة لدينا
ولم يعد الدين يعنينا؟
ألم يفكر من وضع هذه الأكياس
الممتلئة بالخبز بالتصرف بها بشكلٍ آخر؟ أولم يحسب أن غيره من النّاس لا يملك كسرة
خبزٍ واحد تقي جوعه الذي استمر لأيام لربما؟
تصوير أنصار العاروري |
نحنُ لا نعيش في دولة خالية من
الفقراء ولا المساكين، ولا نعيش في دولة خالية من المتسولين وقاطعي الطُرق، نحن في الواقع نجد من يبحث عن الطعام في وسط القمامة
وعندما يجد شيئًا يقيه من الجوع لربما كانت حبة من الخضار البالي أو قطعة خبز
أكلها العفن، أو بعض مخلفات ما تناولناه ولربما لم يجد شيئًا وغدا هزيم القمامة في
ذلك اليوم.
تصوير أنصار العاروري |
ما يتبادر إلى ذهني حقيقةُ لمَ
لا يُفكر الإنسان في غيره عندما تهل عليه النعم، ولماذا يتكبر ويتجبر لو قلنا
بأننا مسلمين وننتمي إلي الدين الإسلامي لوجدنا أننا لا نمت للدين بصلة فالإسلام
ليس ركعتين أو غمزتين كما يفعل البعض، ولا صيام رمضان وقيام الليل فحسب الدين هو
أن تشعر بالآخرين ولو عدنا لتاريخ اسلامنا لوجدنا حافلًا بالقصص التي تأتي ضمن هذا
السياق وخير دليل على ذلك عمر بن الخطاب أمير المؤمنين الذي كان يتفقد أحوال رعيته قبل أن ينام.
فلماذا لا نتحلى بنفس الأخلاق
ونحافظ على فقيرنا قبل غنينا ونجبر في خاطره لربما بكسرة الخبز التي ألقينا بها في
شارع أو وضعناها في سلة المهملات!!
تصوير أنصار العاروري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق