جمهور يملأ المقاعد، يشعر بالضجر من الإنتظار وسماع الكلمات الطويلة لشخصيات سياسية . فجأة يقف شاب من بين الجمهور ويبدأ بالصراخ" تطبيع، أنتم مطبعون، لا يجب أن يستمر هذا العرض هم يعترفون بإسرائيل " جمل متفرقة تخرج من مجموعة شبابية تجمعت في بقعة معينة وقررت أن تقوم بمظاهرة إحتجاجية داخل قاعة مسرح القصبة .
كان مجرد حراك شبابي يحاول أن يعبر عن الغضب المتكاثر في داخله، برفض فكرة قيام الفرقة الهندية للرقص بعرض فني مسبق في أراضي ال48 "في مدينة تل أبيب"، ومن ثم القدوم إلى مدينة رام الله ومحاولة إظهار المحبة والود والسلام، وهي تعلم أن إسرائيل هي دولة صهيونية محتلة للشعب الفلسطيني منذ 66 عاما .
حيث توجهت BDS وهي عبارة عن حركة لمقاطعة الإحتلال الإسرائيلي، إلى وزارة الثقافة و اعترضت على حضور هذه الفرقة، وقد تم قبول رفضهم، ولكن حسب أقوال بعض الشباب من الحركة فقد تم الضغط على وزارة الثقافة من أجل إتمام العرض .
وكانت النتيجة أن توجهت الحركة الشبابية إلى داخل المسرح ومن مقاعد الفن انطلقت لتعبر عن رفضها وغضبها من التطبيع الواضح والمباشر من السفارة الهندية مع ما يسمى بدولة إسرائيل المزعومة ..
كان هناك انفصام في مقاعد المسرح، فالبعض وافق على ما فعله الشباب والبعض الآخر رفض وبشدة هذا العمل الغير أخلاقي هكذا قالوا عنه .
ولكن لأن الشرطة والمخابرات تعمل لخدمة وراحة المواطن، فقد أرسلت قوات الأمن ، لتحافظ على النظام، ولأن الدولة الفلسطينية التي نطالب بها دولة ديمقراطية، فقد سمحت للصحافة بالتصوير، و أعطت الشباب كامل الحق بالخروج بهدوء شديد من دون إزعاج الراغبين بالحضور، وقد شعرت بالصدمة من ناحية السلوك والتعامل، حيث يطلب منك بكل إحترام الوقوف على جانب حتى لا تتدخل في المشاكل .
كان يمكن أن تجري الأحداث بهذه الطريقة، لكن على ما يبدو أن الشرطة والمخابرات تنتظر على آحر من الجمر مظاهرة حراك شبابي حتى تخرج قواتها لتعرضها على الشارع، وكأنها تحاول إخافة المواطن الفلسطيني . لا ننكر تمرد الشباب ورغبتهم في استفزاز الأمن، إلا أن الهدف الرئيسي للأمن هو الحفاظ على النظام وسلامة الجميع .
لم أقم إلا بواجبي كصحفية وهو تصوير الأحداث، في المقابل تم الهجوم علي من قبل شخص لا يرتدي زي عسكري، وقد أمسك بيدي بقوة وسرق الكاميرا مني كما فعل مع أكثر من صحفي، وتم محو كل المادة المصورة، واعتقل اربع شباب أمام أعين المواطنيين .
ليستمر العرض بعد ذلك، بحضور كبير من الجمهور، وحراسة خارجية للمسرح من قبل قوات الأمن .
وينتهي العرض الراقص أمام أبواب مسرح القصبة، ويخرج الناس من العرض بوجوه محتارة، هل كان يجب أن نخرج منذ البداية ؟؟
ليغلق المسرح أبوابه على مسرحية عرضها الجمهور قبل الراقصين .
التناقضات تعيش في الأحداث والمجريات، حيث لا يمكن أن نرفض الفن، ولا نقبل بمنع أو ايقاف العرض، لكن هل يحق لمن يملك السلطة أن يقف بوجه الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، و إذا ارسلت قوات الأمن كي تخرج الشباب المحتج، فلماذا منعت الصحافة من القيام بواجبها وعملها، وقامت بالإعتداء عليها ؟! .
الشباب زودوها ما كان فياحترام للغير
ردحذف