اسم المجرم سقط في يدِ العدالة، لكن صاحبه ظلّ مفقودًا ، واليوم (17/نيسان/2014) خلصت الأيام الثلاثة وثلث واحدٍ على الجريمة، ودق موعد "العطوة العشائرية" للمغدورة صفاء السلامين (16) عامًا، وشقيقتها المعتدى عليها ميسرة (20) عامًا، في بلدة السموع جنوب الخليل.
ذوو المجرم أهدروا دمه، وذوو الفتاتين بالمثل، أمّا العطوة فجرت "دماؤها" على عادات وتقاليد البلدة، وسلّمت عائلة الجاني (1000) دينار أردني تسمّى "فرش العطوة"، وطالبت بـ (70 ألف) دينار أخرى تحت بند "مصاريف دم".
ولمّا تحسب: سبعون ألفًا كم تشتري دماءً! كم تستعيد من الروح! يبخس الرقم أمامك وينصهر خجلًا من واقع، لا يفهم إلا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حيواتٍ مهددة، فتسترسل: ماذا أيضًا في العطوة؟
فيها تقرر منع الجاني من دخول البلدة نهائيًا، وترحيل والده وأشقائه عنها. أنى تكون عليلة الذاكرة حد الموت، تمحو المكان، وصورة "النتش"، واسمين بريئين، وذاك الألم من جدرانها، كي تعتقد أن الوجع مرتبط بالأشخاص فقط!
ميسرة لا زالت ترقد في المشفى، العطوة تشبثت بخيط سارح من ثوب الإنصاف، وطلبت (10 آلاف) دينار أردني مصاريف علاجها، على أن تتكفل عائلة الجاني بتسديد كامل تكاليف المشفى حتى خروجها.
كيف يأتي العَلَنُ غيرَ مكتملٍ أحيانًا، ليس نقيضًا للسّرِ دائمًا، عندما المواقف يلائمُها مصطلحُ "الفضحِ" أكثر، ولمّا يكون المجرم واحدًا من أبناء عمومتهما!
اعتصام أمام مبنى محافظة الخليل للمطالبة بالفصاص من الجاني 15/نيسان |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق