"ابو
قيس آخر عشر سنين شو عملت غير إنك استنيت، كنت بحاجة لعشر سنين عشان تصدق انك خسرت
شجراتك وبيتك وقريتك كلها؟... كل الناس زبطت امورها بهالعشر سنين، وانت ؟؟ شو كنت
بتستنا؟؟ تنقط عليك المصاري من سقف بيتك.. ويا ريتو بيتك.. واحد تكرم عليك وقلك
تعال اسكن هان.. وهاي كل القصة"
دائماً
كانت الصحراء مصدر خوف للبشر؛ فهي المكان الذي لا نعرف اذا كانت فيه البداية أم
النهاية؛ وحدة عميقة؛ المكان الأكثر انعكاساً كالمرآة؛ مجال انسحاب المادة وطغيان المعنى؛
مكان يرضخ له كل شيء، وفيه ُتمسح ذكرى ثلاث رجال، وترضخ فيها أجسادهم، لتطوف على أرضها
أرواحهم .
الصراخ الشرعي المفقود، هكذا هي حكاية "رجال
في الشمس"، هي صوت الفلسطيني الذي ضاع منذ زمن في خيام التشرد، قضى عليه رجل
مخصي يجر عربة، على أرض الوطن العربي، خسر مرة في المعركة، ومن ثم حفر القبر لثلاثة
أجيال، ورسم لهم خريطة موتهم .
أبو الخيزران سائق ماهر يشعر أنه فقد أهم شيء في حياة الرجل من أجل الوطن، لكن الوطن لم يرجع، ورجولته فقدت إلى الأبد، ودفنها مسبقاً، وعاد التاريخ به من جديد، ليدفن ما تبقى من بقايا الوطن .
سحراً يطغى على خشبة المسرح عند ظهور الممثلين على
الخشبة، ترتعش القلوب لصوت أبو الخيزران وهو يحكي لنا مأساته، يعيش الجمهور نفس
الشعور، الصحراء تصبح جزءاً من أجسادنا، الحر يملأ المكان، والضباب ينتشر ليرسم
سحابة من الحزن تخيم على قلوب الجمهور، حكاية كل فلسطيني، يرسمها المخرج
"بشار مرقص" بطريقة ساحرة على الخشبة، لتلامس قلوب المشاهدين، وتخطف
أنفاسهم حتى آخر حركة، فتستنزف الكلمات التي رسمتها صور وحركات الممثلين على
المسرح، طاقة المشاهد، وتسترجع ذاكرته المعذبة، التي مازالت قابعة في مكان ما، تلك الذاكرة التي تعود لتزور الفلسطيني، فترة بعد أخرى . فها هي
"رجال في الشمس" تأتي في المرحلة التي يعيش فيها المواطن الفلسطيني
انتفاضة جديدة، ونكبة لم تمل من استنزاف الأرض .
أبو قيس هو كل فلسطيني مازال يحلم بالعودة، ويرغب
بالإعتناء في شجرات زيتونه، مروان، هو كل طفل يخرج ليبيع ويجر العربة، ليوفر قوت
يومه، ويصرف على اخواته، أسعد، هو كل شاب فلسطيني عاش الأمريين، وبات يسعى للهرب
إلى المجهول عله يجد الأفضل.
أبو الخيزران، ذلك المخصي الذي مازال يقودنا
إلى حتفنا، وما زلنا نركض خلفه، هو الصمت والذل العربي، هو السلطة المبتورة،
هو العذاب في داخلنا، هو مجموعة من التناقضات التي حفرت من جرح الوطن، وما عادت
ترى طريق العودة، بل لطخت يداها بدمائنا، ورسمت خريطةً لموتنا، واسقطت فكرة الوطن
من عقلها .
حتى المسرح، يرفع راية الحداد على ما يحدث لأبناء
شعبنا في غزة، وينفض ذاكرتنا، فتتعرى أفكارنا، وتسقط مجروحة أمام خشبة المسرح،
فتعيدنا إلى يقظتنا، وتفتح جروحنا التي حاولنا أن نضمدها، وننساها، لكن المسرح قرر
أن يطهرها بهذه المسرحية، فصب الدواء على الجرح، عله يقتل ما تبقى فيه من سم،
ويكشف لنا أين سر الوجع .
استشهد الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني جسداً، لكنه
مازال يعيش في الرواية ويسأل"لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟" وها هو
المخرج"بشار مرقص" من الجيل الجديد يخرج المسرحية ويوقظ الذاكرة، علها تكسر الصمت .. وتدق على الخزان .
مسرحية"رجال في الشمس" هي رواية
مأخوذة عن الكاتب الفلسطيني "غسان كنفاني" قام بإخراجها "بشارمرقص" وعمل الممثل "حسام العزه" كمساعد مخرج .
تمثيل : شمس عاصي، ملك ابو غربية، فارس ابو صالح،
ربيع حنني، ثائر ظاهر، صهيب ابو خشان، و شبلي البو .
والمسرحية هي مشروع تخريج الفوج الثالث من طلاباكاديمية الدراما، حيث سيتم عرض الأفتتاح بتاريخ 2\9\2014، في حفل تخريج الدفعة
الثالثة من طلاب الاكاديمية .
صحفيتنا ميس
ردحذفاشتقت إلى قلمك .. كلما كتبت شعرت بصوت الدق على الخزان .. ها انتي تدقين الخزان من جديد .. وصدى الكلمات يصدع ..
شوقتيني لاعيش المسرحية داخل المسرح ..
يا ذات القلم الساحر .. تنقلين السحر كما هو .. وتسحرين القارئ .. يعطيك الف عافية .. وما تتاخري علينا في مقالاتك .. سلم قلمك
قرأت الرواية .. وعلى الرغم من ذلك لم استطع ان اصل الى هذا القدر من التعبير .. اعتقد ان كلماتك اقوى من سحر المسرح على عقولنا ..
ردحذفيعطيهم العافية الشباب .. ودام قلمك يا ميس
من اروع ما قرأت .. وعندي رغبة كبيرة في ان ارى المسرحية .. مع اني عارف ان كلماتك اقوى من افعالهم .. رائعة يا ميس ..
ردحذفدام قلمك ..
انتظر منك ان تكتبي رواية .. علها تغذي روحي .. رائعة في اسلوبك
وموففين الشباب
رائعة
ردحذف