Main topics

فبراير 06، 2014

الظهور الأول "هوس" على خشبة المسرح

مسرحية " الرجل الذي أكل العالم" للكاتب لنيس مومه شتوكمان(1981)، ترجمة محمد أبو زيد . حصلت هذه المسرحية على جوائز عدة منها جائزة الجمهور في هايدلبرغ (2009) وجائزة المؤلفين .  وقد تم اختيارها لتعرض على المسرح تحت عنوان " القراءات المسرحية"، لتظهر طريقة مختلفة، وجديدة على المسرح الفلسطيني، حيث يقوم الممثلين بقراءة النص المسرحي قراءة درامية، رافقتها أحيانا أفعال بسيطة تهدف إلى كسر الجمود، وخلق نوع من التواصل مع الجمهور المتابع .
"الأبن"  يعيش حياته في السعي وراء الوصول إلى حريته المفقودة، يرغب بالشعور بالإستقلالية،  لكنه يعيش تحت ضغط وعبء مسؤوليات وضعها لنفسه، اختارها ومن ثم قرر أن يتحرر منها، في رغبة منه بالسعي وراء طريق الحرية والإستقلال الذاتي مع نفسه، ظناً منه أن الطريق للوصول إلى مبتغاه، هو بالسعي وراء المال، المال الذي يعمي العيون، ويمنعها من النظر و إكتشاف ما حولها .
واحداث المسرحية  تدور حول شخصية " الابن" القريبة من مجتمعنا الفلسطيني، حيث يريد أن يصل إلى مرحلة من الاستقلالية، ويسعى لفهم معنى الحرية، التي لم يعشها من قبل، وهو لا يتحدث عن حرية معينة، فهو يريد أن يصبح حراً من أسرته أولاً، ومن علاقاته الاجتماعية، وفي طريقه إلى ذلك، يسلك طريق الرأسمالية، ويظن أن المال هو الطريق للوصول إلى مبتغاه .

وموضوع هذا العمل المسرحي يضرب على الوتر الحساس، فالكل يسعى ويرغب بالحصول على حريته، لكن المعظم لا يفهم ما معني حرية، وإذا حصل عليها لا يعرف كيفية التعامل معها، الحرية ومصطلحات كثيرة تردد كل يوم على مسامعنا، لكننا نعيدها ونكررها من دون فهم فحواها، أو الغوص في تفاصيلها، ومن ثم نطالب بالحصول عليها، لكن هل يمكن أن نتعامل معها، ونوظفها لمصالحنا العامة، لتخدم فيما بعد مصالحنا الشخصية ؟ 

.  وهذا لا يقتصر على مصطلح الحرية، بل يتعداها ليصل مصطلح الديمقراطية، والمساواة، والتعددية، واحترام حقوق الأخرين، ومصطلحات كثيرة، باتت تردد الان على شكل شعارات لا أكثر من ذلك ولا أقل .

وهذا ما حدث مع الإبن الذي سعى للوصول إلى الحرية، وسلك الطريق الخاطئ، ليخسر مقابلها عمله، و أغلى شيء في حياة الإنسان عائلته .

جاءت فكرة القراءات المسرحية من قبل مجموعة من الشباب، أطلقوا على أنفسهم أسم " هوس"، وهم أربع شباب مسرحين مؤيد عبد الصمد، فراس فراح، ميلاد غالب، وحسام العزة وقد شارك معهم في هذا العمل الممثلة الشابة ياسمين همار .

 ولدت فكرة مجموعة"هوس" في أفكار هؤلاء الشباب، وهي  تسعى إلى محاكاة قضايا ومشاكل المجتمع الفلسطيني، من خلال خشبة المسرح، والعمل الفني، من أجل الوصول إلى حالة من التغذية الثقافية الإأبداع الفني.

وما أحوجنا في وقتنا الحاضر لمجموعات شبابية، تخلق الأفكار، وتبنيها، ومن ثم ترسمها وتتطبقها على أرض الواقع، فهاهي مسارحنا الفلسطينية توشك على أن تكون خالية من الحاضرين، باستثناء وجوه باتت معروفة، تقتصر على الفنانين و الأجانب، والكتاب والصحفين . فنحن بحاجة إلى شباب متمرد، يستوحي من الواقع الذي نعيشه أفكار جديدة، ويقوم ببناءها وعرضها، ليخلق تواصل مع الجمهور الفلسطيني، ويرفع من ثقافته وفكره، فلطالما كان المسرح منبراً للثقافة والفنون .

وهاهي مجموعة"هوس" تتحدى نفسها، وتخرج بأول مشروع فني لها في قراءات مسرحية، لتتحدث مع الجمهور باللغة العربية الفصحة، التي باتت مغيبة عن ذاكرتنا، لدرجة أننا نسينا كيف يمكن أن نتحدث بها، وهي لغتنا الأصيلة، وكنز من الكنوز التي ما زال بإمكاننا الإفتخار بها .

كان افتتاح أول عرض لفرقة "هوس" بالتعاون مع مركز "غوته"، في مسرح الحكواتي في القدس، لتنطلق بعدها إلى مدينة بيت لحم، ومن ثم رام الله، الخليل، وتختتم عروضها في مدينة نابلس يوم الثلاثاء .

ولن تكون هذه القراءة الأخيرة، فهي جزء من سلسة" بالعربي مسرحيات من ألمانيا" حيث تم ترجمتها من قبل معاهد"غوته" خلال السنوات الثلاث الماضية، لتعريف الجمهور العربي بالدراما الألمانية المعاصرة،  ومن المفترض أنه سيتم تقديم ثلاثة 
نصوص  .مسرحية، من قبل مجموعة " هوس ". 








ملاحظة 
* تصوير ميس عاصي 

هناك 3 تعليقات:

  1. رائعة هذه المسرحية.. والاروع طريقة عرضك ووصفك لها بالكلمات ... مشالله عليك يا ميس نحتاج ل امثالك
    والله يوفقهم الشباب المهوس .. والفكرة جدا حلوة

    ردحذف
  2. Fatima Al-Khaledy

    نود ان يصل المسر ح للقرى المهمشة والا يقتصر العرض فقط على المدن التغير يجب ان يكون في القرية التى ترفد المدينة بهؤلاء الشباب يجب ان نتكيف للعرض حتى في الميداين التي يمكن ان تستغل للعروض ولايبقى المسرح دائما داخل القاعات المكيفة اذا اردانا التغير علينا ان نصل للجمهور اينما كان اين انتم من الجامعات من المدراس من الساحات التى تقام فيها الافراح الدوواين الخاصة بالعائلات فكرو ا كيف توصل فكرك للجمهور ولاتظل في القالب التقليدي بالاول بنتعب بس النتيجة انه نوصل الفكرة الكل بنادى بالتغير بس لما يشتغل بقلد الي قبله جيد ان نستفيد من الاخرين بس وين الابداع؟؟؟؟؟ الطريق طويل وصعب بس

    ردحذف