Main topics

يوليو 06، 2010

خمسٌ وأربعون ربيعاً يسودها الخريف

بوستر يعبر عن الزواج المبكر/  لولو هندي
 أشعلت سجارتها لتطفيء غضبا بدا واضحا عند دخولها القاعة، و بدأت تتبادل الحديث مع الجالسات وتنهيدتها لا تفارق صوتها، صدرها يتصاعد بسرعة. سلوى شارفت على إتمام ربيعها الخامس والأربعين لكن لا ربيع في حياتها.
"كل أيامي قاتمة كما هو الخريف. لقد خرجت الآن من مناكفة حادة بيني وبين زوجي، لا اذكر أن هناك يوما مضى دون شجار ومشاكل، فلقد تزوجت صغيرة ولم أخالف له امرأ منذ تزوجنا"  تقول سلوى.

بدأت سلوى حياتها الزوجية في السادسة عشرة من عمرها، فلم تكن تعرف شيئا عن الزواج ، إلا ارتداء فستان ابيض وفرحة النسوة بها.. فلماذا تزوجت في سن صغيرة جدا ؟
"بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، فكنا نتجاوز ١٤ فردا في المنزل وهذا كان يشكل عبئا اقتصاديا على والدي"، هذا ما تقوله سلوى.
وبعد برهة من الزمن دخلت عالما جديدا آخر حيث أصبحت أما لطفل صغير كان هو فاتحةً لعشر أبناء آخرين.
خضعت سلوى لواقعها، فالزوج يعمل طيلة النهار وهي في بيت العائلة تعمل لنهار كامل بين تربية الأطفال ومساعدة والدة زوجها، ناهيك عن مشاكل الزوج وتحكماته التي لم تنتهِ طيلة فترة زواجها.

من الضحية إلى الجلاد

لكن المفارقة التي كشفها حديث المرأة هي أن تصبح الضحية جلادا، حيث زوجت بدورها ولدها ١٧ عاما بفتاة لم تتجاوز الساسة عشرة من العمر. بدأت سلوى بتفريغ ضغطها بفرض السيطرة على الفتاة ومنعها من زيارة أهلها الا في المناسبات، ومن الضروري أن تكون هي معها، وأصبحت الفتاة ملكا لها.

الزواج المبكر ليس ظاهرة اجتماعية طرأت على حين غرة في مجتمعنا، بالرغم من مخاطرها الاجتماعية والصحية، العقم، الطلاق، وفاة الأطفال حديثي الولادة، وفتور العلاقات الزوجية بعد الزواج.

وحسب مركز الاحصاء الفلسطيني فإن ٣٦٪ من النساء اللواتي يتزوجن تتراوح اعمارهم بين ١٤-١٧ سنة، بالمقارنة مع الرجال الذين تبلغ نسبتهم ٢.٢٪.

ما يثير الاهتمام برود الأعصاب الذي أجابت به سلوى صديقتها عندما قالت لها أنه من الجريمة ان تعيدي مآساة الزواج المبكر، فأجابت: "هكذا تتعلم وتفهم الحياة على حقيقتها، فالمرأة ليس لها سوى بيت زوجها."

رغم ذلك سنظل نصبوا الى كل المعرفة للنساء الفلسطينيات بحقوقهم لنصل بواقع افضل للمرأة الفلسطينية .

الصورة: بوستر يعبر عن الزواج المبكر/ أخذت بواسطة لولو هندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق