Main topics

نوفمبر 29، 2011

فلسطين في طريقها لتسجيل حضورها على لائحة التراث العالمي

صورة لكنيسة المهد /  Flicker/  betta design
لم تقف التحديات التي واجهت كل من وزارة السياحة ومركز حفظ التراث الثقافي وبلدية بيت لحم عائقاً في وجههم، فكل ما واجهوه من مصاعب لم يؤدي إلى تقويض حراكهم الثلاثي المشترك المتجه نحو إدراج مدينة بيت لحم ضمن قائمة التراث العالمي، حيث انتهى مركز حفظ التراث الثقافي من إعداد ملف الترشيح، ورفعه للجنة التراث العالمي في اليونسكو بالسابع والعشرين من كانون الثاني لعام 2011، وتنتظر فلسطين الرد على الكتاب في شهر حزيران لعام 2013، لكن احتمالية أن يكون الرد إيجابيا كبيرة جدا، بعد حصولنا على عضويتنا في اليونسكو كما تقول ندى الأطرش معدة كتاب الترشح، ومدير قسم البحث والتدريب في مركز حفظ التراث الثقافي.
كتاب الترشح المعد من قبل مركز حفظ التراث الثقافي
تصوير إكرام أبوعيشة
تجاوز التحديات
تتحدث ندى الأطرش عن الصعوبات التي واجهتهم أثناء تحضير ملف الترشح، فتقول: "واجهتنا كثير من المشاكل تمثلت بداية بالأمور التقنية، ولكننا تغلبنا على هذا البند بمساعدة مكتب اليونسكو في رام الله، كذلك واجهتنا مشكلة  قلة مصادر المعلومات، ويرجع السبب في ذلك إلى تعاقب حضارات مختلفة على فلسطين، واستطعنا تجاوز ذلك بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ومن خلال المجموعات الخاصة، فكل شخص لديه مصادر عن تاريخ بيت لحم استطعنا أن نستفيد منها".

وتضيف الأطرش: "عدم وجود خطة إدارة واضحة وموحدة للأماكن السياحية في المدينة، كان أيضا من المعيقات أمامنا، ولكن بالتعاون مع كل الأطراف أستطعنا أن نجد آلية مناسبة للتنسيق".
                                                                                       
معيقات اسرائيلية
تحاول إسرائيل أن تقف حائط صد أمام النشاط الفلسطيني الهادف إلى الارتقاء بالموروث الثقافي والتراثي للمدن الفلسطينية، والسبب وراء ذلك برأي جرورج سعادة، نائب رئيس بلدية بيت لحم، يعود إلى رغبة إسرائيل بالسيطرة على ما بقي من ثروتنا التراثية، وعن كيفية مواجهة هذه المعيقات يقول سعادة: "نواجه المعيقات الإسرائيلية من خلال بذل الجهود الدبلوماسية، والتواصل مع مؤسسات المجتمع الدولي؛ لنحصل على حقنا الشرعي في أن تكون فلسطين دولة قادرة على وضع مناطقها التراثية في لائحة يطلع عليها السواح من مختلف أنحاء العالم"، ويؤكد سعادة على أن بلدية بيت لحم ماضية في جهودها بالرغم من العرقلات الإسرائيلية، لتكون كنيسة المهد وطريق الحجاج موقعا حاضرا على لائحة التراث العالمي.
وتشير ندى الأطرش إلى أن وجود مدينة بيت لحم ممثلة بكنيسة المهد وطريق الحجاج على لائحة التراث العالمي، يعتبر نوعاً من أنواع النضال الفلسطيني، "فوجود إسم فلسطين على هذه القائمة، هو واحد من مقومات الدولة المهمة، لذلك تسعى إسرائيل لعرقلة المساعي الرامية لحفظ التراث الفلسطيني".


مها السقا/ مديرة مركز التراث الفلسطيني
تصوير أنصار عاروري
 دعم ومساندة
هناك العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الداعمة لمشروع إدارج موقعاً يمثل المواقع الفلسطينية الأثرية على قائمة التراث العالمي، وكان من بين هذه المؤسسات مركز التراث الفلسطيني ممثلا بمديرته مها السقا، التي أشارت إلى أن المركز دعم المشروع من خلال الدعوة على الفيسبوك للمشاركة في التصويت لمدينة بيت لحم كي تكون واحدة من المدن المدرجة في لائحة التراث العالمي؛ "لأن التكنولوجيا الحديثة عاملا مهما للتواصل مع العالم الخارجي".
وتقول السقا: "كذلك شارك مركز التراث الفلسطيني بمختلف الفعاليات المنظمة من قبل مركز حفظ التراث الثقافي لدعم فكرة ترشح بيت لحم لتكون واحدة من أهم المناطق الفلسطينية التراثية في العالم"، معتبرة أن مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في هذه الفعاليات ضرورة لا بد منها.

  إثبات هوية 
منطقة كنيسة المهد  في بيت لحم المرشحة للإنضمام للآئحة التراث العالمي
أخذت من كتاب الترشح
تقول ندى الأطرش أن اهتمامهم بالحراك الهادف لوضع مدينة بيت لحم على قائمة التراث العالمي ينبع من أن وجود بيت لحم على هذه القائمة فيه اعترافاً بوجودنا كدولة فلسطينية، وتضيف: "كذلك سيعزز وجود بيت لحم ضمن مناطق تراثية عالمية من مكانة المدينة السياحية، وستكون كنيسة المهد الموقع الأول على القائمة من بين عدة مواقع تاريخية فلسطينية أخرى سنقوم بترشيحها مستقبلا حال قبول بيت لحم في القائمة".

وأكدت خلود دعيبس، وزيرة السياحة و الآثار، على أن التراث الفلسطيني هو جزء من هوية الشعب الفلسطيني، وعامل أساسي في التنمية المستدامة في فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني عمل طوال تاريخه على الإهتمام بتراثه، ووضعه على الخريطة العالمية، مشيرة إلى أن التراث الثقافي الفلسطيني، يكسب أهمية للبشرية جمعاء، وأن القرار التاريخي للمؤتمر العام لليونسكو بالتصويت بأغلبية ساحقة على قبول فلسطين عضواً كاملاً في هذه المنظمة الدولية، يأتي اعترافاً دوليً بالجهود الكبيرة التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية في حماية التراث الثقافي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني.
وترى مها السقا أن وجود موقعا تراثياً فلسطينياً ضمن قائمة عالمية من شأنه أن يحافظ على مواقعنا الدينية والأثرية من السلب، وادعاء الغير بملكيتها كما فعلت إسرائيل عندما سيطرت على الحرم الابراهيمي في الخليل، وعلى غيره من الأماكن الفلسطينية المقدسة.
وتكمن أهمية وجود بيت لحم كموقع أثري في قائمة عالمية من وجهة نظر نائب رئيس بلدية المدينة، جورج سعادة، هي كون بيت لحم عاصمة العالم المسيحي، مؤكدا على قدسية أرض فلسطين؛ لأنها تحتوي على الكثير من الأماكن التاريخية الدينية، "وجودنا في هذه القائمة  سيوفر لنا دعما معنويا وماديا يمكننا من ترميم مواقعنا التراثية وإعادة بنائها مستقبلا" هذا ما قاله سعادة.

يدرك الشعب الفلسطيني، ممثلاً بمؤسساته الحكومية والمدنية، منذ بداية معاناته مع الاحتلال أن هناك سيناريوهات تفرض نفسها على الأرض بجانب سيناريو البندقية في مسيرة نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي، فالحفاظ على التراث الفلسطيني، والسعي ليكون ضمن قائمة التراث العالمي، هو سلاح من نوع آخر قد يكون له وقع صدى كبير على الساحة السياسية الدولية، يفوق وقع أزيز الرصاص والقنابل.




لمزيد من المعلومات :
صورة لكنيسة المهد /  Flicker/  betta design

* صورة توضح منطقة كنيسة المهد وطريق الحجاج في بيت لحم المرشحة للإنضمام للآئحة التراث العالمي / أخذت من كتاب الترشح
* كتاب الترشح المعد من قبل مركز حفظ التراث الثقافي / تصوير إكرام أبوعيشة
* مها السقا/ مديرة مركز التراث الفلسطيني / تصوير أنصار عاروري
وزارة السياحة
*  ومركز حفظ التراث الثقافي مركز التراث الفلسطيني
*   للمشاركة في التصويت لمدينة بيت لحم



هناك 3 تعليقات:

  1. مقال رائع صديقتي إكرام وأتمنى لك التوفيق .. فنحن بحاجة لهكذا مقالات عن فلسطين

    ردحذف
  2. شكرا لك على هذا المقال لأنه يشكل وعي للإنسان الفلسطيني بشأن الإهتمام للتراث ويجعله ان يعتز به.

    ردحذف
  3. إذن لنشكر فلسطين معا هذا الوطن الذي يجعلنا وبمجرد التواجد به رائعين

    ردحذف