تسونامي فتحاوي جنوبي شمالي اجتاح وسط غزة



تصوير - اسلام ابو السعيد

الآلاف من الجماهير تدفقت كالسيل الجارف ، غزت ساحة  السرايا وشوارع قطاع غزة  ،معبرة عن انتمائها لفتح .

فهنا من عبر بالوشم وآخر توشح بالكوفية وشعار العاصفة  ، فكل امرأة ورجل وشاب وزهرة  ، عبروا بطريقتهم لإنتمائهم الفتحاوي ، فجميعهم عبر عن عمق وتجذر وانتماء موجود فيه .

موقف جذبني

  وهناك موقف لفت انتباهي من تلك الفتاة ، فأثناء الإزدحام والتدفق أغمي عليها من  شدة الإختناق ، فأسرع رجل لإسعافها فرفضت ترك راية فتح أن تسقط من يدها ، فأقدم أحد المسعفين والنظام لسحب الراية ، فصممت هي الأخرى علي احتضانها وهي نائمة .

عطاف الحمران -تصوير- اسلام حسن ابو السعيد

وفي لقاء أعدته النظرة مع عطاف الحمران عضو قيادة إقليم رفح قالت : " ها هي فتح كطائر الفينق ينهض من تحت الرماد قوياً متحدياِ كل سنوات العجاف من ظلم وإضطهاد، فارتاحت روح الياسر وابا جهاد وابا إياد وكل القادة الشهداء ، أغمضت عيون سميح المدهون وأبو المجد غريب وجمال أبو الجديان فانتصر المشروع الوطني الفلسطيني على المشاريع المأجورة والمشبوهة .  فاستطعنا إيصال رسالة إلى كل متآمر على شعبنا  إنها فرحة لا توصف وشعور بنشوة الإنتصار واسترداد للكرامة التي هدرت طيلة سنوات . فنعم استطعنا تحقيقها بدون صندوق إنتخابات ، فأتمنى من قيادتنا بفتح أن يكونوا عند حسن ظن الجمهور في غزة وتقديم يد العون لهم فمن غزة كانت ولادة جديدة لهم بعد خروجهم قبل سته أعوام لنكن يد واحدة في الضفة وغزة لنسترد باقي الوطن المسلوب ".

ومن وجهة أخرى عبر أبو خالد أحد السائقين  " أنا حاسس إنه فتح بإحتفالها زي الواحد مرته ما خلفتش إلها  ست سنين ومن فرحته لما خلفت الكل جاي يهنيه ، بصراحة أنا كتير مبسوط من اللي بشوفه وبسمعه " فأنهى كلامه بإبتسامه وبريق أمل لغد .

تصوير- اسلام حسن ابو السعيد

زحف فتحاوي جنوبي

أدهشني عند خروجي مبكراً من منزلي بما رأيته من مناظر وتجمعات أسرية صباحية ، فهنا من ينتظر الباصات وآخر سيارات الأجرة لنقله ، ومنهم لم يريحه قلبه للإنتظار فأخد تكتكه وأخر دراجته الهوائية ليضمن وصوله مبكراً لكي يحظي برؤيه قريبة من منصة الإحتفال التي استقبلت أبو علي شاهين وجبريل الرجوب ونبيل شعت والعديد من المسؤولين والقيادات الأخري ، وأخر اعتلي الشاحنات ولا ننسي من فضل القوارب البحرية  لتزاحم الناس براً ، وهنا من صهل حصانه وهناك من ركب جمله فتعددت الوسائل والهدف واحد ألا وهو ساحة الإحتفال.

تمارا - تصوير - اسلام حسن ابو السعيد

فكان لنظرة رصد لتلك الفتاة " تمارا " من جنوب قطاع غزة التي احتضنت الثورة الأم بشكلها ولبسها ، كما زينت نفسها بلون العلم الفلسطيني، فكان تعبيرها صامتاً منذ لحظة خروجها حتي عودتها .
  
     وهنا تقرير مصور لهذا الرصد